بقلم // أياد السماوي
لا زالت ردود الأفعال على قيام إيران بإطلاق صواريخ باليستية على موقع جنوب أربيل في مصيف صلاح الدين تتفاعل على المستويين الداخلي والخارجي , فالرئاسات الثلاث قد أدانت هذا العمل واعتبرته انتهاكا سافرا للسيادة العراقية , وهذا مما دعا وزارة الخارجية العراقية القيام باستدعاء السفير الإيراني في بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية على هذا الانتهاك السافر لسيادة العراق ولمبادئ حسن الجوار , الرواية الرسمية للحكومة الإيرانية تقول أنّ الحرس الثوري الإيراني قد استهدف موقعين جنوب أربيل تابعين للموساد الإسرائيلي استخدمتهما إسرائيل للتجسس على إيران ومكانا لانطلاق مسيّرات إسرائيلية لضرب أهداف داخل داخل إيران كما حصل في شباط الماضي على معسكر في كرمنشاه , في حين قالت وزارة الداخلية في إقليم كردستان أنّ الصواريخ قد استهدفت المبنى الجديد للقنصلية الأمريكية والمنطقة السكنية المجاورة لها ولم تتسبّب في خسائر مادية .. في حين أبلغ السفير الإيراني في بغداد بعد استدعائه من قبل وزارة الخارجية العراقية , أنّ هنالك ثلاثة مراكز صهيونية أخرى في أربيل يجب معالجتها وطردها وإلا سيتم ضربها في الأيام المقبلة ..
موضوع القصف الإيراني لمواقع في جنوب أربيل فجر الأحد , قد سلّط الاضواء على ملّف العلاقات الإسرائيلية مع إقليم كردستان سواء السياسية أم الاقتصادية والتجارية أم العلاقات العسكرية والأمنية , فالعلاقة القائمة بين الإقليم وإسرائيل لم تعد سرّا أو أمرا غير معروفا , فالجميع يتحدّث عن هذه العلاقة القوية بين حكومة الإقليم وإسرائيل إلا الحكومات العراقية المتعاقبة المشغولة بسرقة ونهب المال العام العراقي .. فمثلا كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية في عددها الصادر في 19 تشرين الثاني عام 2014 النقاب عن أنّ شركات إسرائيلية تستحوذ على الكثير من الاستثمارات داخل كردستان ولا سيّما في مجال الطاقة والإنشاءات والاتصالات والاستشارات الأمنية , وتذكر الصحيفة أنّ جميع الشركات الإسرائيلية العاملة في الإقليم يديرها جنرالات احتياط خدموا في الجيش والاستخبارات وعلى رأسهم الجنرال ( داني ياتوم ) الرئيس الأسبق لجهاز الموساد .. في حين كشفت صحيفة ( فايننشال تايمز ) البريطانية في شهر آب 2015 أنّ 75% من واردات إسرائيل من النفط تصل إليها من كردستان العراق , وهو ما يكشف عن حجم التعاون بين إسرائيل والإقليم .. ولعلّ مذكرات نائب رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي الأسبق ( نحيك نفوت ) الصادرة عام 2015 جذور العلاقة بين الأكراد وإسرائيل , تكتسب أهمية خاصة لأنّه هو من توّلى تطوير وإدارة هذه العلاقات من قبل الموساد , حيث أشار في مذكراته إلى أنّه ما زال يحتفظ بعلاقات شخصية مع الكثيرين من القيادات الكردية ومن ضمنهم الرئيس الحالي مسعود بارزاني .. وفي تقرير نشره موقع قناة (12) الإسرائيلية في تموز 2021 , أنّ تل أبيب توظف تعاظم تحالفها مع أكراد العراق في تعزيز قدرتها على التصدّي لإيران ونفوذها في المنطقة ومواجهة الجماعات الجهادية , وقد نقل التقرير عن محافل استخبارية إسرائيلية قولها أنّ العلاقات القوية مع كردستان العراق تمنح إسرائيل ( آذانا وعيونا ) لمعرفة ما يحدث في إيران والعراق وسوريا ..
السؤال الأهم والأخطر .. أين هو جهاز المخابرات الوطني العراقي ( الحاضر الغائب ) مما يحدث في إقليم كردستان ؟؟ وهل يعلم بهذه العلاقة بين الإقليم وإسرائيل ؟؟ وهل قام بإبلاغ الحكومة العراقية مما يحدث في إقليم كردستان من نشاط سياسي وعسكري وأمني واقتصادي وتجاري ؟؟ وأين هو مجلس النواب العراقي ولجنة الأمن والدفاع مما يحدث في إقليم كردستان .. أخيرا من هو الأولى بتشكيل لجنة لتقّصي الحقائق ؟ أليس هذا هو واجب الادعاء العام ومجلس النواب العراقي ؟؟ ..