Skip to content
الرئيسية » posts » قصف وكر التجسس في ربيل؛ الدواعي والاهداف والمواقف

قصف وكر التجسس في ربيل؛ الدواعي والاهداف والمواقف

بقلم // جمعة العطواني ||

عند استعراض عملية قصف وكر التجسس للموساد الاسرائيلي في اربيل على منطق العقل والمصالح السياسية نرى : ان الاعتقاد باصل وجود هذا الوكر من عدمه لا يحتمل الا احد احتمالين وهما

اولا : ان يكون الوكر غير موجود .

ثانيا : ان يكون الوكر موجود .

اما الاحتماال الاول

لو افترضنا ان الوكر غير موجود، وان ادعاء ايران بوجود هذا الوكر غير صحيح.

فهنا ياتي السؤال : ما هي مصلحة ايران في قصف اربيل؟ وماذا تريد ان توصل من رسالة ؟

قد ياتي الجواب :

بان الرسالة التي تريد ايران ايصالها الى اربيل هو الضغط على امريكا من اجل تنفيذ الاتفاق النووي .

او انها تريد ان تهدد اربيل بضرورة عدم المضي مع مقتدى لتشكيل حكومة الاغلبية

وهذان الاحتمالان واهيان لعدة اسباب اهمها :

1- ان المفاوضات بين ايران ودول 4+1 تسير بانسيابية، وايران تحقق تقدما واضحا، وان الجميع ينتظر اياما ليتم التوقيع .

ثم ما علاقة العراق بالاتفاق النووي ، وما علاقة اربيل بالاتفاق النووي؟

بمعنى ما الذي يضر امريكا فيما لو قامت ايران بقصف العراق؟ واي ادوات ضغط او رسائل ستصل الى امريكا من خلال هذا القصف تجعلها تسرع بتوقيع الاتفاق النووي؟

2- اما تشكيل الحكومة العراقية ، فان الامور تسير باتجاه الحل، وان مسعود بارزاني هو من شكل وفدا لزيارة مقتدى الصدر من اجل اتفاق البيت الشيعي على تشكيل كتلة اكبر، فلماذا تقوم ايران بقصف اربيل ؟ هل تريد ايران ان لا يتفق الشيعة ؟ بالتاكيد لا يقول ربع عاقل بهذا الكلام .

بالنتيجة هذه الذرائع كلها واهية وساذجة .

3- من جانب اخر فان علاقة ايران بالعراق علاقة مبنية على اساس حسن الجوار والمصالح المشتركة منذ سنوات، ولا زالت ايران تقدم كل ما تملك من اجل استقرار العراق، لان استقراراه يمثل استقرارا لها ايضا.

وتوتر العراق امنيا مدعاة ومبرر لبقاء القوات الامريكية، وهذا ليس من مصلحة ايران ايضأ.

من جانب اخر، لحد هذه اللحظة وايران تدفع رواتب لشهداء البيشمركة الذين سقطوا على ايدي البعثيين في تسعينات وثمانينات القرن االماضي.

فعلى جميع الصعد ليس من مصلحة ايران ان توتر العلاقة مع بغداد واربيل من دون مبرر. فلابد ان يكون القصف لوجود هذا الوكر التجسسي .

اما الاحتمال الثاني

فهو الاكثر واقيعة لماذا ؟

فبعد ما سقناه من ادلة عقلية ومنطقية وسياسية تمنع ان يكون القصف الايراني بدون وجود وكر اسرائيلي.

ياتي الدليل المنطقي والسياسي الذي يؤكد صحة ما تقوله ايران ، وانها مضطرة للدفاع عن نفسها ومستعدة ان تتحمل كل التبعات السياسية والمواقف الشعبية الرافضة لهذا القصف، بسبب العداون المتكرر بالطائرات المسيرة لاسرائيل انطلاقا من اربيل.

ثم ان حكومة الاقليم لا تستنكف من وجود الكيان الكيان الصهيوني على ارضها ، ولطالما تباهت قيادتها السابقة والحالية بان لها علاقات مع الكيان كونه، الداعم الاول لانفصال الكورد من العراق، وزيارات الناشطين الاسرائيلين الى اربيل بالصوت والصورة .

لهذا فان مصداقية هذا الاحتمال هي الاقرب الى العقل والمنطق السياسي.

منسوب الوطنية :

رغم ان المواقف الوطنية للمسؤولين في الدول هو رفض اي اعتداء خارجي، الا في العراق، فان الخنوع والدونية والمجاملات هي السمة البارزة في موقف الرئاسات الثلاث ولااغلب السياسيين ، ومن اراد ان يدقق في صحة ما نقول فما عليه الا ان يعود الى المواقف من العدوان الامريكي على مطار بغداد، وقصف الحشد اكثر من مرة، وقصف اسرائيل للحشد ايضا ، فضلا عن القصف شبه اليومي للقوات والطيران التركي على ارض اقليم كوردستان ليعلم دقة ما نقول.

فبعد العدوان الامريكي على مطار بغداد كان بيان الرئاسات يدعو الى التهدئة ، اما قصف اسرائيل لبغداد فلم تحرك الرئاسات ساكنا.

اما القصف التركي فيتبعه في كل مرة زيارة زعماء اربيل الى اوردغان، وكذلك الحلبوسي ليقدموا فروض الطاعة .

لكن الاستثناء حصل عندما قصفت ايران وكر التجسس الصهيوني مؤخرا، فكان منسوب الوطنية في اعلى مستوياته واجلى صوره، لماذا ؟.

السبب واضح ، وهو:

جاهل وغبي من يتصور ان الرئاسات الثلاث تمتلك منسوبا من الوطنية جعلها تصدر بيانات بهذا المستوى من الحدة ، والا فالسيادة واحدة لا تتجزا سواء من قصف ايراني او امريكي او تركي او اسرائيلي، فلما هناك ضمت اهل القبور وهنا انفعال وبيانات ؟.

السبب : ان هذا الموقف المنفعل من الرئاسات هو ثأراً لوكر الموساد وليس لمنسوب الوطنية والكرامة .

فتريد الرئاسات ان تثبت موقف ولاء وطاعة لاسرائيل وامريكا، بانهم وقفوا معهم ومع مصالحهم ولو كانت ضد مصالحنا ودستورنا وقوانيينا التي تمنع تواجد الموساد على ارضنا، وقد ادوا الخدمة واوصلوا الامانة