بقلم// المحامي ابو علاء الظالمي/ السماوه
لاريد ان استعرض نسب الشهيد ولا تاريخ نضاله الطويل بنفسه وبعائلته ولا اريد ان اخوض في تاريخ مقارعته الطويلة للنظام ليس تقليلا لهذا الدور، ولكن اكثر الذين يكتبون بستعرضون ذلك وانا اريد ان اركز على سبب استهدافه المبكر .
وهنا لابد من تمهيد بسيط …
الذي يعرف السياسة الامريكية يعرف انها سياسة مصالح تعتمد على الهيمنة وعندما تقدم على اي عمل تضع في حسابتها مصالحها وامنها القومي فعندما تدخلت عام ٩٠ ١٩ في حرب الكويت انما تدخلت على قدر ضمان مصلحة حلفائها لان
تهديدهم يعتبر تهديد لمصالحها وليس لسواد عيونهم ، لذلك اوقفت التدخل حينما شعرت ان مايجري من فعل في العراق من انتفاضة شعبية سوف لم يكن بصالحها ولذلك اطلقت يد النظام بقمع الانتفاضة المباركة والتي تمر ذكراها في هذا الشهر . منذ ذلك التاريخ بدءت امريكا تخطط لما يضمن لها مصالحها في عملية محتملة يمكن ان تستهدف النظام والذي اصبحت متيقنة انه سوف لم يستمر طويلا لذلك خططت لنظام بديل وفق نموذج ينسجم مع تفكيرها ويضمن مصالحها على نمط النظام الباكستاني او التركي
وعندما حانت فرصة وذريعة التدخل جاءت بجيوشها وحلفائها لتنفيذ ما خططت له وهي تعتقد ان العراقين سوف يزرعون الطرق ورود لما عانوه من بطش النظام وقد تكون مصيبه في نصف تصورها حول قبول الشعب بوجودها لتكون سبب في عملية التغير ولكنها مخطئة في النصف الثاني من تصورها الذي يتمحور حول قدرتها على تطبيق برنامجها لما بعد التغير خلافا لرغبة العراقيون .
حدث التغير وعاد شهيد المحراب بعد شهرين من التغير رغم تحذير البعض له انه سوف لم يكن في مأمن وفعلا ودع من احبهم وداع مودع
لارجعه له وبمجرد ان عاد بدء يرسم خارطة طريق بعد ان خطى اول خطوة وهي انه اطلع المرجعية الرشيدة بكل التفاصيل والخطط والنوايا ووضع نفسه تحت امرتها رغم انه يعد مرجع وقد منحته المرجعية ثقتها . مضى شهيد المحراب يوضح بوسائل مختلفة منها خطب الجمعة في مرقد امير المومنين واجتماعته المكثفة مع مختلف شرائح وطبقات الشعب وطوائفه السياسية والاجتماعية والعشائرية وقد لاحظ الامريكان مدى تاثيره الاجتماعي والسياسي في عموم العراق بكل طوائفه وطبقاته مما جعل منه رمزا وقطبا سياسيا مهما تدور حول محوره العملية السياسية برمتها ومع اول احتكاك وجس النبض مع الحاكم المدني ابرايمر وتشكيل مجلس الحكم الذي كان يظن الامريكان انهم جميعا تحت امرتهم ومع بدء مناقشة كتابة دستور عراقي جديد والتي ذهبت امريكا نحو تشكيل لجنة خبراء تمرر عليهم دستور جاهز ومعد مسبقا يرسم صورة تشكيل حكومة وفق ماتريد امريكا وهنا جاء الرد من السيد الشهيد الذي ناقش ذلك مع المرجعية وخرج بتوصية تفوق امريكا في ديمقراطيتها ، طرحها من خلال ممثله في مجلس الحكم المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم وهي انهم يرفضون تشكيل لجنه بل يطالبون امريكا بما تدعي ، والمطلب هو ان ينتخب الشعب ممثلين له هم من يشكلون لجنه لكتابة مسودة الدستور ثم تخضع المسودة لاستفتاء الشعب ليقرها او يرفضها ، وهنا بدءت امريكا تشعر ان السيد الحكيم اصبح وجوده يشكل عقبة في الطريق من خلال اطروحته التى ذكرها في احد خطب الجمعة حول كتابة الدستور ونحج في
اقرار ذلك في مجلس الحكم وتقرر انتخاب جمعية وطنية هي التي تتولى تشكيل لجنه لكتابة دستور بارادة عراقية سميت فيما بعد ( لجنة ال ٥٥ لكتابة الدستور العراقي تراسها الدكتور همام حمودي) . ومع رمزية ومحورية السيد الحكيم وكونه اصبح القطب الذي تدور حوله العملية السياسية والذي اصبح مسارها يرسم في النجف الاشرف شعر المحتل والاعداء والخصوم داخليا واقليميا ان زمام المبادرة سوف لم يكن بيد المحتل لذلك تقرر وضع خطه تتمحور بخطوتين الاولى تصفية القطب والمحور
والرمز ( السيدمحمد باقر الحكيم )والخطوة الاخرى هي العمل على حرف العمليةالسياسية وفق نظرية الضد النوعي وتشويهها بالشكل الذي يجعل الشعب الذي ايدها وهتف لها سوف يندم على ذلك في نقطة زمنية معينة.
ومنذ ذلك الحين اعدوا خطط وسياسات منها اعلامية وسياسية وزرع مواد وفقرات ملغومة في الدستور وتحريك عناصر طابورها الخامس والعمل على جعل المتصدين ياكلون الطعم لدمار انفسهم والعملية السياسيه ليقولون للعراقين هذا (ما جنته بغراش على نفسها) وفعلا تم تحريك وتجنيد صنيعتها القاعده بقتل ديمتروا ممثل الامين العام في العراق لابعاد الامم المتحدة عن الساحة في اول عملية تفخيخ ومن ثم نفذت خطة استهداف قطب العملية السياسيه وعقلها المفكر ورسام خطوطها العريضة شهيد المحراب مع المخلصين من ابناء الشعب الذي كان ظهيرا صادقا ومحبا لياتي اليوم الذي كان اثقل يوم عصفت فيه عاصفة هوجاء يوم جمعة بعد الصلاة وزيارة الامام وربما وداعة ويقال انه كان ينوي الذهاب الى زيارة قبلة العشق الحسين الشهيد حبيب قلب الشهيد ومقصودة صائم كعادته في ١ رجب ولكن اللقاء كان في السماء
عند مليك مقتدر لرجل لم يبقى للارض منه ولا قطعة لحم من جسده الشريف ليعرج روحا وجسدا الى رب كريم شهيدا مظلوما ويخسر العراق خساره لم تعوض دفع ويدفع ثمنها الى اليوم دماء زكيةً واعراض واموال لم تصان ويبقى متخلفا تتصارع فيه ارادات المصالح
داخليا وخارجيا ولا نعلم كم ستكون الخسارة . ولازالت امريكا تنفذ فقرات المخطط المشؤوم لتغير شكل النظام في صراع مدمر يدفع العراق فيه ثمنا باهضا ومستقبلا مجهولا لا لذنب سوى انه صدق ان امريكا راعية الديمقراطية في العالم وسوف تحترم تعهداتها في مساعدة العراق على بناء نظامه السياسي الذي يسنجم مع طبيعته وموثرات تطويره . ويوما بعد يوم تثبت انها تمضي على العكس من ذلك .
رحمك الله سيدي شهيد المحراب ولعن الله قاتليك و ظالميك حيا وشهيدا . لك ولجميع الشهداء الفاتحه ودمعة حزن حاره تستعر في القلب الى يوم اللقاء ….