المكتب الإعلامي / مقالات
الجولة السابعة من مباحثات فيينا ستتبعها جلسات عمل الخبراء لرفع العقوبات عن ايران، وهدف طهران اصبح واضحاً وعبرت عنه القيادة الايرانية بكامل مسؤوليها برفع الحظر بشكل نهائي وانه لا قبول باقل من ذلك، بما فيها الضغوط القصوى المفروضة بعد الاتفاق النووي.
ويرى خبراء بالشؤون الدولية، ان مفاوضات فيينا الحالية حول الاتفاق النووي الايراني هي تأتي استكمالا للجولات الست السابقة، حيث ان الامريكي غير موجود الا في فندق مجاور.
وقالوا: ان الوفود الاوروبية الاخرى هي عبارة عن ثلاثة او اربعة اشخاص، الا الوفد الايراني لا يكاد المكان لا يتسع له حيث يتكون من 40 شخص يتخصصون في مهن مختلفة وفيه ميل التخصص نحو الطبيعة الاقتصادية اكثر.
وبين هؤلاء الخبراء، بانه من خلال الاطلاع على التفاوض الامريكي الايراني في العراق، نجد ان هناك شيئاً لافتاً جداً، وهو ان الوفد الايراني بحجمه وتنوعه قريب لحجم الوفد الامريكي وتنوعه، اي ان هناك نوعاً من التوازي بين الوفدين من حيث التخصصات والامكانات.
واوضحوا، ان الامر الذي يشير الى جدية كبيرة في المفاوضات او مستوى عال من التحدي في هذه المفاوضات، بمعنى ان النتائج غير واضحة السيناريوهات، يريد الامريكي فيها ان يتنازل عن بعض العقوبات وليست كلها مقابل ان يستفيد الرئيس الامريكي جو بايدن من انجاز ما يحتاج له في الداخل، بينما يصرح الايراني بسقف يقول انه يجب الغاء كل العقوبات بل تم الحديث عن تعويضات محتملة يطالب بها الايراني نتيجة الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي، مشيرين الى ان هناك تصريحات تتحدث عن انجاز جزء اساسي من البيان النهائي، وان الايام المقبلة ستكشف ماذا سيحدث من تطورات.
فيما اكد دبلوماسيون الايرانيون، ان منهج ومنطق ايران ومسار المفاوضات الذي اختاره الوفد الايراني بحجمه وثقله واختصاصه، سيختلف نوعياً وكمياً عن الوفد الايراني السابق في عهد روحاني.
ولفتوا، بان الوفد الايراني اجرى في السابق ست جولات في فيينا، ولكن نتيجة تعنت امريكا لم يصل الى نتيجة، لكن المناخ الآن يشير الى عصر جديد في مفاوضات فيينا، لان الخطوط الحمر الايرانية معلنة مسبقة على لسان مسؤوليها، وان العنوان العريض لهذه الجولات مهما طالت وتكررت هو رفع الحظر، وموضوع الرجوع الى الاتفاق اصبح “ورائنا” وابرم ووقع الجميع عليه، وفرضت عليهم ان يتم تطبيقها كي يسير الاتفاق النووي بشكل انسيابي ولكن الذي عرقل المسار هو الامريكي.
واوضح الدبلوماسيون الايرانيون، انه لا فائدة من الرجوع الى الاتفاق النووي لان بنوده بُحثت خلال اكثر من ثلاث سنوات واتى ترامب ونسف كل ما هو وقع عليه، رغم انها وثيقة رسمية تحت طائلة مجلس الامن الدولي بشهادة وكالة الطاقة الذرية، مؤكدين ان السيناريو الايراني اما رفع العقوبات واما الذهاب الى التراجع، وفقاً للتصريح الخطير لرئيس المفاوضين الايرانيين باقري كني الذي قال انه ربما ستفشل هذه المفاوضات ان لم نحصل على نتائج ملموسة، وهذا معناه يجب الحصول على شيء ما، بعد تحديد البوصلة من قبل الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي بانه لا سقف غير محدود للمفاوضات ولا تفاوض من اجل التفاوض وبعد كل جولة من المفاوضات يجب ان يتحقق شيئاً على الارض والا سنبقى في حلقة مفرغة.
بدورهم، يؤكد مراقبون، ان الدول الاوروبية التي تتفاوض حالياً باسم الولايات المتحدة الامريكية الغائب الحاضر، تقوم بدور استلام وايصال رسائل للوفد الامريكي الذي يتواجد قريباً من محادثات فيينا.
وقالوا: انه مع الاسف الشديد فان الدول الاوروبية خسرت حتى قبل ان تبدأ المفاوضات، حيث تصر فرنسا دوماً على ان تشمل المفاوضات الملف الصاروخي وملف التدخلات المزعومة لايران في المنطقة، واعتبروه ان هذا كله خارج موضوع المفاوضات.
ونقلوا من مصادر موثوقة قولها ان الامريكيين قبلوا بما هو حالياً على الطاولة، وان الوفد الايراني صرح بانه غير مستعجل وانه لن يتفاوض الى ما لا نهاية، وانه يريد رفع العقوبات كلها وليس جزءها، ولابد ان تدفع الولايات المتحدة التعويضات المنصوص عليها في الاتفاق النووي، معتبرين ان ايران لا تطلب المستحيل وانما تطلب احقاق الحق، اضافة الى ضمانات بألا تتكرر هذه المهزلة مع اي ادارة امريكية لاحقة خاصة وان الجمهوريين الان بعد بضعة اشهر من الانتخابات النصفية يعدون العدة وهم بالمرصاد لادارة بايدن.