كتبه / د. عبدالمهدي القطامين
من اين ابدا والرواية كلها تبدأ من ذلك الفتى الذي يتسلل بقلب اسطوري ويلصق عبوته الناسفة على عجز دبابة قيل بانها الاعتى في كل اسلحة الدمار ويهتف باسم الله ثم يشعلها ويعود وثبا الى رفاقه هناك الذين شدوا اياديهم على زناد البندقية خوفا من رصاص غادر يأتي من حيث لا يحتسب .
من اين ابدأ والحكاية تبدأ من هناك من غزة التي لا تنام على ضيم والفتى الفلسطيني يتقدم حافيا في ساحة الوغى يسدد قذيفته الى جنود اصابهم الذعر فالتجأوا الى بيت متهالك كانت طياراتهم قد دمرته على ساكنيه ويهتف مسددا الله اكبر يطلق قذيفته ورفاقه يترقبون عودته ظافرا باسما هاتفا “حلل يا دويري ” وحين يحلل الفارس الاردني الذي يقاتل مثل فتيان غزة يأتي كلامه برد وسلاما علينا نحن الخائفون المتلمسون قلوبنا هلعا على فتية وقفوا في جفن الردى وهو نائم .
ايها المقاتلون هناك خذوني اليكم فوحدها عيون الجبناء التي تنام وما ابعد عيونكم عن النوم وهي تتقلب في الافق المحتدم تبحث عن صيد جديد والموت من كل اتجاه ريحه تموج وتثور وانتم وحدكم في قلب العاصفة فهل سمعتم من قبل بعاصفة عاشت في قلب العاصفة هي انتم ايها الصامدون هناك هي انتم يا ايها الرجال الرجال القابضين على وجع الوطن وعلى روح الوطن وعلى نبض الوطن وعلى قدسية الشهادة حين تجيء محملة بشذى ارجواني يلوب في الافاق ويحط بردا وسلاما على قلوبكم التي لا تعرف الخوف .
ايها المقاتلون هناك خذوني اليكم فثمة قلب خائف اريده ان يشتد وثمة نبض واهن اريده ان يعلو وثمة جراح في الحشايا لم تزل منذ الف هزيمة تنسج خيوطها حتى لاحت شمسكم ذات فجر تشريني فبرأت كل القلوب من سقامها ورممت كل الجروح واعلنتم انكم وحدكم من يعيد كتابة التاريخ الذي طال ذله واستطال حتى ظننا ان لا فجر يأتي حتى جاء فجركم الجميل البهي وكنتم تداوون جراحنا جراح هزائمنا وهواننا على الناس ….
” قتلوني
يا عار بنادقهم
يا ذل رغيفهم المجبول شقاء
حذفوا اسمي من دفتر سادتهم
لم يدروا
ان اسمي غابة اسماء
ودمي اخفوه
لم يدروا
ان دمي شلال دماء
لم يدروا ان السحب الحمراء
تطلع من اضرحة الشهداء
و المطر الاحمر يحمل ثار الشهداء “
فيا ايها المقاومون النازفون دما لتهبوا لنا بعض مجد توارى في طي النسيان قتلته حروب الردة وحروب السلام لكم ايها الفتيان الطالعون زنابق وشجر غار واقحوان وشيح وزيتون وزعتر لكم ايها المقاومون مني السلام وعليكم السلام لكم كل ما تبقى من نبض في قلبي اهبه لقلوبكم عن طيب خاطر واهتف معكم يا لثارات العرب .
