موقع isci// متابعات دولية
* الكاتب الامريكي المعروف توماس فريدمان: على إسرائيل الانسحاب من غزة ، وعلى واشنطن التوقف عن التحدث معها بلطف
* الكاتب البريطاني المخضرم : نتانياهو أراد ” سقوط حماس ” لكن هذه الحرب يمكن أن تسقط ” إسرائيل “
في اطار تسليط الضوء على الحرب الصهيونية المستمرة منذ ٧٨ يوما على قطاع غزة ، والتي أصبحت تشكل قضية رأي عام في العالم بأسره ، بسبب وحشيتها غير المسبوقة ، تحدث العديد من كبار الكتاب والصحفيين المشهورين على الساحة الدولية عن حيثيات هذه الحرب ، وتأثيراتها المباشرة على الاوضاع في داخل الكيان الصهيوني ، وعلى مستقبل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.
يقول الكاتب الامريكي المعروف توماس فريدمان ، وهو كاتب عمود في صحيفة نيويورك تايمز ” أن الوقت قد حان لكي تطلب الولايات المتحدة من إسرائيل ان تنسحب بالكامل من غزة ، مقابل الافراج عن جميع الرهائن الاسرائيليين ووقف دائم لاطلاق النار تحت اشراف دولي.”
ويضيف ان الوقت قد أزف لكي تقدم ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن لإسرائيل اكثر من مجرد إشارات لطيفة حول الكيفية التي يمكن ان تخوض بها حرب غزة دون قتل الآلاف من المدنيين ، وعلى واشنطن أن تتوقف عن إضاعة الوقت في البحث عن قرار الأمم المتحدة المثالي لوقف اطلاق النار بشأن غزة ، وتخبر إسرائيل ان هدف حربها المتمثل في محو حركة حماس من على وجه الارض لن يتحقق ، وأن تكلفة تحقيق هذا الهدف لن تستطيع امريكا ولا العالم تحملها.
ويشير الكاتب الى ان الوقت قد حان لكي تخبر الولايات المتحدة إسرائيل كيف تعلن النصر في غزة وتعود الى ديارها ، لأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اصبح الان عديم الفائدة تماما ، ولا يصلح زعيما لانه يعطي الاولوية لاحتياجاته الانتخابية على مصالح الاسرائيليين ، ناهيك عن مصالح افضل صديق لإسرائيل ، الرئيس بايدن.
واوضح فريدمان أن هنآك انزعاجا متزايدا في قيادة الجيش الاسرائيلي من حقيقة أن حكومة نتانياهو اليمينية المتطرفة تطلب منه خوض حرب في غزة دون هدف سياسي محدد بوضوح أو جدول زمني أو آلية للفوز والسلام .
من جهته وصف الكاتب ديفيد هيرست ، رئيس تحرير موقع ” ميدل ايست آي ” البريطاني في مقالة له السبت حرب غزة بانها كارثة اخلاقية وعسكرية لإسرائيل ، فهي تؤجج المقاومة ، وتعيد إشعال جمر الغضب في جميع انحاء العالم العربي ، معتبرا الحرب بأنها سوء تقدير كبير لإسرائيل.
ولفت هيرست الى مافعله الرئيس الامريكي الاسبق رونالد ريغان بعد وابل إسرائيلي كثيف من القصف خلال حصار بيروت في تموز ١٩٨٢ ، حيث اتصل برئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغن مطالبا اياه بوقف القصف وقال ريغان وقتها ” هنا على التلفزيون ليلة بعد ليلة تظهر لشعبنا رموز هذه الحرب وهي ” محرقة ” .
وعلق الكاتب على ذلك بأنه خلافا للديموقراطيين في البيت الابيض اليوم كان رئيس الولايات المتحدة الجمهوري ريغان قادرا ومستعدا لدعم اقواله بالافعال ، فأوقفت الولايات المتحدة بيع الذخائر العنقودية وطائرات اف ١٦ الى إسرائيل.
وفي معرض حديثه عن الدمار الشامل الذي تلحقه الحرب في غزة ، قال هيرست ان ما يقارب من ٢٠ الف فلسطيني- ٧٠٪ منهم من الاطفال والنساء- قتلوا في نصف الوقت الذي استغرقه اجبار منظمة التحرير الفلسطينية على مغادرة بيروت في عام ١٩٨٢ .
ونبه الى ان الدمار الذي لحق بغزة يضع الاساس ل ٥٠ سنة اخرى من الحرب ، ولن تنسى اجيال من الفلسطينيين والعرب والمسلمين أبدًا الهمجية التي تفكك بها إسرائيل القطاع اليوم .
وتابع الكاتب ان الهجوم الاسرائيلي على غزة ادى الى تغيير منطقة الشرق الاوسط بالكامل كما وعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ، ولكن ليس على النحو الذي قد تستفيد منه حكومته او الحكومات المستقبلية.
وختم هيرست بأن ” ميتوت حماس ” ( سقوط حماس ) باللغة العبرية وهو هدف حكومة الحرب الاسرائيلية ، وبعد شهرين من هذا التدمير يمكنهم ايضا تعديله ليصبح ” ميتوت إسرائيل ” لأن هذا هو التاثير الذي قد تحدثه هذه الحرب .