بقلم//سامي جواد كاظم
بداية الحديث، قد نختلف ونتساءل عن ماهية الثقافة المقصود بها للشعب ؟ هل هي ثقافة دينية ام ثقافة اخلاقية ؟ وهنا طالما ان الاخلاق هي من صلب الدين بعيدا عن تفاصيلها لذا دائما يشرك رجل الدين بالمسؤولية وفقط بالانتقاد عندما تكون ثقافة الشعب متدنية ولكن عندما تكون راقية والدولة اسلامية فلا ذكر لدور رجل الدين فيها .
ولكن من المسؤول عن ثقافة الشعب الحاكم ام رجل الدين ولو اخذنا بلدنا انموذجا ، ولا احد يكابر بماهو عليه حال الثقافة في هذا البلد قد تكون الاسباب قاهرة وقد تكون الاسباب مصطنعة ولكن بالعموم هنالك ظواهر ظهرت على الساحة العراقية يؤسف لها جدا جدا لانها ليست من تاريخ ثقافة العراق ، ولكن هنالك من يردد عبارة اللوم والعتب على رجل الدين والمؤسف يكون دليلهم مثلا رجل دين مزيف او تكون نظرنهم سلبية وغير عادلة لرجل دين مستقيم .
المسؤول عن الثقافة يجب ان يتمتع باهم امرين وهما العلمية والقدرة التنفيذية ، اي لو انه نصح المجتمع بنصيحة ما فانه يكون قادرا على اتخاذ الاجراء المناسب للمخالف ، ولهذا هنالك ثقافة حكومة وثقافة رجل دين ، فثقافة الحكومة هي السائدة لان لديها سلطة تنفيذية ، اما رجل الدين فليس لديه هذه السلطة .
في العراق لو اطلعنا على ما يصدر من المرجعية العليا في النجف من نصائح وبيانات تخص الشعب العراقي بعيدا عن ديانته فانه قمة هرم الثقافة ولكن عندما تكون هنالك حكومة ليست بالمستوى المطلوب فكيف يمكن الامتثال لهذه الثقافة ؟ والعصب الحقيقي لانماء الثقافة هو الاقتصاد ، والاقتصاد يعني فرصة عمل يعني القضاء على البطالة يعني احتواء الفقر وهذه الماديات لها تاثير على اخلاق الفرد ، والاسلام وضع عدة تبريرات لمن يسرق قطعة رغيف مثلا فان كان جائعا فلا يقام عليه الحد ويعالج هذا الامر من قبل الحكومة .
ردة الفعل العكسية للمواطن العراقي من سوء ادارة الحكومة للبلد جعلته يتصرف تصرفا سلبيا اصبح الصورة الممثلة لثقافة شعب فتراه من باب يسقط ببلده ويقوم باعمال غير صحيحة في الوسط الاجتماعي .
ما قيمة من يدعي الثقافة وهو لايلتزم بها وهذا هو الاخر جعل المواطن العراقي لايؤمن بالكلام ولا يفرز السيء عن الحسن جعله كله سيء او نفاق .
ولا ننكر هنالك من يتعمق بالاخلاق الاسلامية لحد تجعله يدخل خيمة التصوف ويتابع ويعمل ويروج ماهو ليس بضروري في وقته للمجتمع واغلبها ان لم تكن كلها ثقافة مثالية في ظرف لا يحتاجها الشعب .
مظاهر التخلف كثيرة وليس من الصحيح ذكرها وان كان لابد للحكومة من ايجاد وسائل لمعالجتها بما تمتلك من وسائل عديدة لا يمتلكها رجل الدين ، لديهم ثروات البلد ، وسائل الاعلام ، التربية والتعليم ، فرص العمل ، والمادة التي تروج كثقافة يستطيعون الاعتماد على رجال الدين بما لديهم من دراسة وباع طويل في قراءة التاريخ الاسلامي .
هنالك خلط بين الحضارة العمرانية والحضارة الثقافية وللاسف الشديد كل من ينظر الى التقدم الغربي والتخلف العربي يرمي بالاسباب على عاتق الاسلام ورجال الدين بينما واقعا يتحمل الوزر الاكبر هي السلطة المتحكمة بالتشريع والتنفيذ ، نعم في بعض الحالات لبعض الدول رجل الدين هو جزء من سبب التخلف في البلد .
لو فرضنا جدلا عجز الحكومة ورجل الدين من القيام بما هو عليهم فانت ايها الانسان الفطرة السليمة تجعلك ترغب للثقافة والرقي وباسلوبها السليم فلماذا لا تنهض بنفسك وابحث عن الخيرين وما ينهض بنفسك واول خطوة للثقافة هي الحب والتسامح فانهما يرتقيان بالاخلاق وعندما نلتزم بحديث واحد للاسلام فاننا نكون نموذجا للثقافة العالمية والحديث هو “حب لاخيك ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لها ” هذا دستور الرقي بثقافة المجتمع.