بقلم// قاسم الغراوي
﴿رِجَالٞ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيۡهِ﴾.
صحيح أنّ ميدان الحرب مليء بالمآسي والآلام، لكنّه محمّل أيضًا بالكنوز والمعنويات، وكما كانت الحرب ضروريّةً للجْم الظلم وحفظ العزّة والكرامة، كانت محلّ بناء الإنسان وصقل روحه.
قلّما سمع أحد السياسيّين أو العسكريّين الغربيّين باسم الشهيد “قاسم سليماني” حتى نهاية العقد الاخير ، ولكن مع بداية الحرب في سوريا وطول أمدها، وخصوصًا مع المواجهات في العراق أضحت شهرة هذا القائد عالميّة. وبات الغربيّون في مواجهة مع كابوس مختلف عن حوادث الأفلام فهو كابوس مكروه لهم ولا سبيل أمامهم سوى تقديره .
يقول “جون ماغواير” الضابط السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية في العراق عن الشهيد قاسم سليماني : “إنّه أقوى مسؤول سرّي في الشرق الأوسط… ولا أحد يعرفه”.
لم يكن الشهيد سليماني محباً للحرب ولكن الظروف حتمت عليه أن يتصدر مشهد التضحية من أجل الوطن والدين والانسانية فهو المسالم المحب ناكرا للذات يتمتع بذكاء علاقاته طيبة مع الجميع ، صمته بتفكر ، واراءه سديدة ، متواضع ، ويتذكر بطولات زملائه ، فهو يحتفظ بالذكريات والخزين المعرفي للفنون والعلوم العسكرية التي تجسدت عملياً في الميدان .
يحدثنا الشهيد السعيد عن أصعب اللحظات التي عايشها القادة في الحرب هي لحظات فقد الأحبة وارتقائهم شهداء، والأصعب من ذلك إذا ما كان الشهيد السعيد يشكّل ركنًا وأساسًا في المواجهات.
ومن نتائج البطولات في الحروب التي خاضها وافرازاتها هي أنّ الشباب الذين خاضوا كثيرًا في الحرب أصبحوا اليوم أكثر نجاحًا في الإدارة العامّة للمجتمع، لأنّهم كانوا يمارسون الإدارة في أصعب المراحل.
كان سليماني (رحمه الله ) نشطا في العديد من الصراعات في بقية أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة في العراق والشام ، وكانت أساليبه مزيجاً من المساعدة العسكرية للحلفاء الأيديولوجيين والدبلوماسية الإستراتيجية الصعبة.
وقد قدّم منذ فترة طويلة مساعدات عسكرية للشيعة والجماعات الكردية المناهضة لنظام صدام البعث في العراق وحزب الله في لبنان وحركة حماس في الأراضي الفلسطينية. في عام 2012، حتى استشهاده .
كذاك ساعد الشهيد البطل المجاهد سليماني في دعم الحكومة السورية، خلال الحرب الأهلية السورية. كما ساعد سليماني في قيادة قوات الحكومة العراقية والحشد الشعبي المشتركة التي تقدمت ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)
كان سليماني يحظى بشعبية كبيرة بين الإيرانيين، حيث اعتبره مؤيدوه «بطلاً نكران الذات يقاتل أعداء إيران».
لذا كان الشهيد قائدا ومديراً ومقاتلا ومخططا وقريبا من رفاقة وقد عمل في أغلب جوانب الحياة وكان ناجحا .
إنّ الصورة التي ترسمها المصادر الموجودة حول الشهيد المجاهد الجنرال سليماني هي صورة محاربٍ نبيل ولكنّه قلّما كان يتدخّل في الشؤون السياسيّة.
خلد الشهيد قاسم سليماني خلال حياته أثراً كبيراً في مختلف مناحي الحياة، وكان ناصحاً ومجتهداً في أن يكون لكل قائد سمة حقيقة وقيادة تبرز خلال الأزمات .
غالباً مايتحدث عن الشهادة ويتذكر زملاءه الذين سبقوه في ساحات الوغى ومن أقواله:
( الشهادة هي تلك الامنية التي تخفق لها جميع القلوب ).
سلام على روحك وهي تحلق في سماء الشهادة مع بقية الشهداء الذين سبقوك من أجل اعلاء كلمة الحق والاسلام والانسانية.