بقلم// إياد الإمارة
تمر علينا هذه الأيام ذكرى شهادة عالم رباني كبير ومجاهد نحرير نبغ في العلم مبكراً واقتحم سوح الجهاد وهو في ريعان الشباب..
في مثل هذه الأيام من العام (١٩٧٧) فجع المسلمون بنبأ شهادة آية الله السيد مصطفى الخميني رضوان الله عليه على أيدي الساواكيين المجرمين في مدينة النجف الأشرف فرحل إلى السماء شهيداً مسموماً على سيرة آبائه واجداده الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم.
الشهيد آية الله السيد مصطفى الخميني رضوان الله عليه عالم بارع في الفقه والأصول والتفسير والفلسفة والأخلاق، له درسه المتميز، ورياضاته الروحية التي عُرف بها، أجازه والده الإمام الخميني رضوان الله عليهما بالإجتهاد.
لم يُخبر الإمام الخميني مباشرة بنبأ شهادة ولده الأكبر، لكنه شاهد الخبر في وجوه القوم، فنادى على ابنه المرحوم السيد أحمد مرتين فلم يجبه وأجهش السيد أحمد بالبكاء، عندها قال الإمام الخميني: تكلموا أنا مستعد لسماع خبر قد وقع فعلاً.
فأُخبر رضوان الله عليه بشهادة ولده الأكبر السيد مصطفي.
وضع الإمام الخميني يده على الأرض ولم يُر باكياً على ولده..
لم يبكِ إلا على فاجعة الإمام الحسين عليه السلام في مجلس الفاتحة، لم يعطل درسه، ولم ينقطع عن إمامة صلاة الجماعة في المسجد و كان يحرص على الوصول إلى المسجد باكراً.
إن مثل هذه الأحداث الجسيمة تكشف لنا عن جوانب مهم من الشخصية قد تخفيها عنا عظمة هذه الشخصية وما رُسم من صورة عنها..
نرى في مثل هذا الحدث إمامنا الخميني رضوان الله عليه وهو كجده الحسين عليه السلام كان يحمل هدفاً محدداً سائراً إلى الله تبارك وتعالى غير ملتفت إلى ما سواه مهما كانت التضحيات..