بقلم / السيد محمد الطالقاني
تموز عام 1968 هو ذلك اليوم الاسود المشؤوم في تاريخ العراق والعراقيين حيث تسلط فيه مجموعة من اشباه الرجال تسلطا دكتاتوريا طوال خمس وثلاثون عاما لم ير مثله التاريخ مطلقا, فشهد العراق خلالها حروبا وممارسات كلفته الكثير من أبنائه وأمواله وعلاقاته بدول العالم .
فمنذ اليوم الاول لاستلام الحزب المقبور الحكم في العراق قام باستهداف الاسلام المحمدي الاصيل في العراق بشتى الاساليب حتى وان اضطره ذلك الى القضاء على الشعب العراقي باجمعه.
فبدات خطة العصابة البعثية بالقضاء على الرموز الدينية التي اعتبرتها الرصاصة القاتلة لهه ,حيث أقدمت تلك العصابة على ارتكاب ابشع المجازر البشرية ابتدات بإعدام الشهداء الخمسة من قبضة الهدى، تلك الكوكبة المجاهدة من طلائع الحركة الاسلامية في العراق ليبلغ الاجرام ذروته عام 1980 عندما قام بزج الالاف من الشباب الرسالي الواعي ورموز الحوزة العلمية في السجون والمعتقلات لينهي حياتهم بابشع طرق التعذيب والاعدام وفي مقدمتهم اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر وأخته الشهيدة بنت الهدى, واية الله العظمى الشيخ مرتضى البروجردي, واية الله الشيخ ميرزا علي الغروي..
حتى يستمر الظلم والتعدي حتى الى اسرة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محسن الحكيم , حيث هجمت وحوش وازلام نظام الطاغية على بيوت تلك الاسرة وأعتقلت منهم 65 شخصاً لم يفرق فيهم بين صغير وكبير واعدم خيرة رجال الحوزة العلمية ومراجعها من هذه الاسرة الكريمة .
وامتدت يد النظام البعثي المملوءة بدماء الابرياء لتنال مرة اخرى من المرجعية الدينية فيقضي على مرجع الطائفة انذاك السيد الخوئي بعد ان قتل اولاده السيد محمد تقي الخوئي والسيد ابراهيم الخوئي وصهره السيد امين الخلخالي .
كما اعتقل المرجعين اية الله السيد عز الدين بحر العلوم واية الله السيد علاء الدين بحر العلوم مع عديد من الخطباء وفضلاء الحوزة العلمية ليغيبوا في سجون وطامورات تحت الارض لم يعرف اثرهم لحد يومنا هذا.
ثم طالت يد الغدر والخيانة المرجع الديني اية الله العظمى الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر مع نجليه بعملية جبانة دبرها الارعن صدام ليستشهدوا في ابشع جريمة يندى لها الجبين برميهم بالرصاص وبقاء اجسادهم على الارض الى ان نزفت كل دماء اجسادهم الطاهرة .
وكان من أشد المآسي التي ابتلي بها شعبنا العراقي في ظل حكم العفالقة، هي مأساة التهجير اللاإنسانية والتي تتعارض مع أبسط حقوق الإنسان والقوانين والأعراف الدولية، خاصة مع تلك الظروف التي مر بها المهجرون خلال الحملات الهمجية المفتقدة لأبسط معاني الإنسانية.
مع كل هذه الماسي يحاول اليوم ايتام ازلام ذلك النظام المقبور في التفكير بعودة الدكتاتورية البعثية وان كانت بحلة جديدة , لكنهم لابعرفون انه حلم لن يتحقق ابدا, فالذي طرد الدواعش وهزم الاستكبار العالمي هو قائد لايملك السلاح ولامقومات الحرب بل يملك النطق في الموقف الصحيح ونحن جنود ذلك القائد واننا لن نحقق لهم هذا الحلم ابدا ولن تفلح كل المخططات التي تخطط لافشال التجربة العراقية الجديدة