بقلم / مهدي المولى
لا شك إن إقامة الإقليم حق دستوري وإنساني ويجب أن يقوم على أساس إداري مدني لا أن يقوم على أساس طائفي وعنصري وعشائري فقيام مثل هكذا إقليم يعني إشعال نار لا تخمد إلا بعد حرق العراق والعراقيين جميعا المعروف جيدا إن قيام الإقليم هو ثمرة نجاح الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية الواعية الراقية الناضجة هو نتيجة لسيادة القيم والأخلاق الديمقراطية فالإقليم الذي ينشأ في ظل قيم الاستبداد والدكتاتورية في ظل القيم والأخلاق البدوية العشائرية والعنصرية لا شك سيكون هذا الإقليم عشائري عنصري بدوي ويشكل خطرا على كل العراقيين والمنطقة .
فالدعوة الى مثل هذه الأقاليم يعني دعوة لإشعال حرب طائفية وقومية وعشائرية لا تذر ولا تبقي إنها أمنية أعداء العراق تركيا و إسرائيل وبقرها آل سعود وآل نهيان وآل صباح وآل خليفة ودواعش السياسة أي عبيد وجحوش صدام الذين يرون في وحدة العراق والعراقيين قوة قاهرة قادرة على تحطيم أحلامهم وكسر شوكتهم في المنطقة لهذا بدءوا يسعون الى تقسيم العراق الى تجزئة العراق.
ولو نظرنا نظرة موضوعية دقيقة الى دعاة الإقليم لأتضح لنا أنهم عملاء لجهات لدول أجنبية تريد شرا بالعراق مثل إسرائيل آل سعود وغيرهم.
ومن أكبر الأخطاء التي ارتكبتها القوى الحاكمة بعد تحرير العراق في 2003 هو منح شمال العراق إقليم تحت اسم كردستان أي أقامة إقليم على أساس عنصري قومي المعروف جيدا إن شمال العراق يضم شعوب وأجناس مختلفة والأكراد لا يمثلون إلا أقلية فهناك الآشوريين والشبك والإزيدين والفرس والعرب والتركمان وغيرهم والأكراد لا يمثلون إلا أقلية كما إن قادة الأكراد لا يمتون الى الأكراد فنحن نسأل هل عائلة البرزاني كردية هل عائلة الطلباني كردية عائلة البرزنجي كردية هل عائلة الجاف كردية هم يقولون ويتباهون بأنهم ليسوا من الكرد فالبرزاني نشر عن نسبه في جريدة التآخي بأنه ينتمي الى الأمام علي الى آل الرسول وآل الرسول عرب وليس كرد وجلال الطلباني يدعي إنه ينتسب الى العرب الى خالد بن الوليد والبرزنجي يدعي إنه ينتسب الى الرسول الكريم وهناك قبائل تنتمي الى الفرس الى الأتراك لكن هذه الشخصيات والعوائل وجدت مصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية في خدمة تحقيق مصالح بعض الدول التي لها مطامع غير شرعية في العراق فرأت في القضية الكردية تجارة رابحة خاصة انها ممزوجة برغبة دول لها مطامع في العراق مثل تركيا إسرائيل العوائل الفاسدة المحتلة للخليج والجزيرة فكل جهة من هذه الجهات تستند على دولة تطعمها وتسلحها وتمولها والدليل المذابح التي جرت بين مجموعة الطالباني ومجموعة البرزاني من أجل خدمة أسيادهم وكان الضحية أبناء الشمال من هذا ان الدعوة الى الإقليم دعوة باطلة لا يدعوا لها إلا عميل مأجور بأمر من أعداء العراق لا حبا في أبناء الإقليم بل كرها بالعراق والعراقيين.
لهذا يجب على كل الأحرار من أبناء العراق وفي المقدمة أبناء الشمال الى إلغاء ما سمي بإقليم كردستان في شمال العراق لأنه بؤرة لإشعال نيران الفتن ووسيلة لتدخل أعداء العراق وتنفيذ خططهم الشريرة ضد العراق والعراقيين والسعي بجد وصدق لوحدة العراق والعراقيين ونعتز ونفتخر بإنسانيتنا بعراقيتنا أولا لا بقوميتنا وعشيرتنا إلا اذا كانت تصب في صالح العراق والعراقيين.
وكذلك يجب الوقوف بقوة وحزم لمنع إقامة إقليم سني وكشف الداعين له وفضحهم لأن الغاية منهم تقسيم العراق وإشعال نيران حروب لا تذر ولا تبقي فلا زال نيران إقليم الشمال تتفاقم.