موقع isci // متابعات دولية
تجاوزت الحرب التي تشنها سلطات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة الـ200 يوم، وسط ارتفاع أعداد الشهداء الى أكثر من 34 ألفا، فيما تجاوزت الإصابات الـ 77 ألفا، بالإضافة الى الانهيار التام الذي ضرب البنى التحتية في قطاع غزة وقطع كل سبل الحياة هناك، حتى بات الأهالي يموتون بسبب الجوع ونقص الدواء والغذاء، مع صمت المجتمع الدولي الذي اكتفى بالاستنكار والادانة فقط.
صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، أكدت ان الاحتلال الصهيوني لم يحقق أياً من الأهداف التي أعلنها نتنياهو في بداية الحرب على غزة.
وقالت الصحيفة، إنه في الـ200 يوم من الحرب على غزة المقاومة مازالت على الأرض، وحركة حماس مازالت متواجدة في قطاع غزة كقوة عسكرية، والأهم من ذلك أن الأسرى “الإسرائيليين” لم تتم إعادة أي منهم إلا من خلال التفاوض والصفقة مع المقاومة الفلسطينية، مشيرة إلى أن نتنياهو في بداية الحرب كان يتحدث عن انتصار مطلق والقضاء على حماس وتحرير الأسرى “الإسرائيليين”.
وأضافت، إن الانتقادات التي توجه لبنيامين نتنياهو في الداخل الصهيوني، هي مراهنته على استمرار الحرب في غزة، وأن هدفه من الحديث حول اجتياح رفح ليس إلا أكثر من محاولة لعدم قبول صفقة تبادل للأسرى، وكذلك لإطالة أمد الحرب.
ومنذ بدء العدوان، دمر الاحتلال جراء إلقائه، 75 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة نحو 380 ألف وحدة سكنية كليا أو جزئيا، كما دمر 412 مدرسة وجامعة بشكل كلي أو جزئي، إضافة إلى تدمير 556 مسجدا بشكل كلي أو جزئي، و3 كنائس.
وتسبب العدوان في إخراج 32 مستشفى عن الخدمة، و53 مركزا صحيا، واستهداف 160 مؤسسة صحية، و126 مركبة إسعاف، إضافة إلى استهداف 206 مواقع أثرية وتراثية.
وقالت مصادر طبية، إن هناك نحو 11 ألف جريح بحاجة إلى السفر من أجل العلاج وإجراء العمليات، إضافة إلى أن هناك 10 آلاف مريض بالسرطان يواجهون الموت وهم بحاجة إلى العلاج، وأكثر من مليون مواطن مصاب بأمراض معدية نتيجة النزوح، ونحو 8 آلاف حالة عدوى بالتهابات الكبد الوبائي الفيروسي.
وأضافت المصادر نفسها، أن نحو 60 ألف امرأة حامل معرضة للخطر لعدم توفر الرعاية الصحية، كما أن 350 ألف مريض بأمراض مزمنة معرضون للخطر بسبب عدم إدخال الأدوية.
واعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، منذ بدء العدوان، نحو 5 آلاف مواطن من قطاع غزة، بينهم 310 من الكوادر الصحية، و20 صحفيا ممن عُرفت أسماؤهم.
وكُشف المعطيات عن استشهاد معتقلين من غزة في معسكر (سديه تيمان) و(بئر السبع)، كما كُشف مؤخرًا عن استشهاد 27 معتقلًا من غزة، فيما يرفض الاحتلال حتى اليوم الكشف عن أي معطى بشأن مصيرهم.
ولفت نادي الأسير إلى أن مستوى الجرائم المرعبة التي تتكشف تصاعديا بحق معتقلي غزة في معسكرات الاحتلال الإسرائيلي، وتحديدا معسكر “سديه تيمان”، مؤشر على أن هذه المعطيات تشكل الحد الأدنى من مستوى الجرائم المتواصلة بحق معتقلي غزة، خاصة في ظل استمرار جريمة الإخفاء القسري بحقهم، منذ بداية العدوان والإبادة الجماعية.
وأضاف: أن معسكر “سديه تيمان” شكل بعد السابع من تشرين الأول الماضي، عنوانا بارزا لعمليات التعذيب غير المسبوقة بكثافتها، خاصة أن معظم الجرائم التي كُشف عنها، ارتبطت باسم هذا المعسكر، وكان آخرها ما كشف عنه الإعلام العبري، عن تفاصيل مروعة وجرائم طبية يتعرض لها المعتقلون المرضى والجرحى في إحدى المنشآت التابعة للمعسكر.
ولم تكفِ العالم مئتا يوم من القتل والدمار، ليتحرك جديا لإلزام كيان الاحتلال بوقف حربه المدمرة ومجازره في قطاع غزة، التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، وأحدثت دمارا هائلا في المباني والبنى التحتية أشبه ما يكون بالآثار التي يخلّفها الزلزال.
ومنذ بدء العدوان على غزة، في السابع من تشرين الاول الماضي، استخدمت واشنطن حق النقض “الفيتو” ضد ثلاثة مشاريع قرارات، كان اثنان منها يطالبان بوقف فوري لإطلاق النار.
وفي يوم الاثنين 25 آذار 2024، تبنى مجلس الأمن القرار رقم 2728، الذي قدمته كل من: الجزائر، والإكوادور، وغويانا، واليابان، ومالطا، وكوريا الجنوبية، وسيراليون، وموزمبيق، وسلوفينيا، وسويسرا، والذي يدعو إلى وقف إطلاق النار الفوري خلال شهر رمضان بما يؤدي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار، وكفالة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وقد حصل على 14 صوتا مؤيدا، فيما امتنعت الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت.
ورغم كل تلك القرارات التي تُعتبر مُلزِمة وفقا لميثاق الأمم المتحدة، إلا أن كيان الاحتلال كعادته يضرب بعرض الحائط القرارات الدولية كافة، ويتعامل مع العالم كأنه فوق القانون، ويستمر جيشه في حربه وارتكابه المجازر تلو المجازر في مختلف أنحاء قطاع غزة.