بقلم// المستشار في القانون الدولي الدكتور قاسم حدرج
بعد ساعتين من الصمت المطبق الذي خيم على غرفة بايدن في البيت الأسود توجه بالكلام لمستشاريه سائلا اياهم لماذا رغم كل الامكانيات الخرافية التي تتمتع بها دولتنا والتي مكنتنا من التحكم بهذا الكوكب بل وبالكواكب المحيطة لم نستطع بعد مرور 30 عاما على مواجهتنا لهذا الرجل الذي نقوم بتحليل حركاته وترجمة كلماته حتى اننا نعد زفراته لم نمكن من فك شيفراته او كشف اي سر من اسراره الا انه يفاجئنا كل مرة بشيفرات جديدة عصية على التفكيك انظروا اليه كيف يحكم ويتحكم بمسار الأمور وينفخ بكلماته الريح التي تتحكم بأشرعة سفنه لتصل الى اهدافها دون ان ترصدها رادارتنا او اقمارنا الصناعية ولو نجحنا برصدها فهناك قوة خفية تمنعنا من المساس بها وسفنه أشبه ما تكون بسفينة نوح التي تحمل على متنها أكسير الحياة تاركة خلفها كل مشاريعنا وعبيدنا ليغرقهم الطوفان فمن يكون هذا الأنسان الذي جعل من لبنان العاجز المحاصر الذي سرقنا خزائنه وأفرغنا مخازنه ودمرنا موانئه ليخرج علينا ويضع سبابة يمينه في عيوننا
ويسخر من سفرائنا ويفضح مؤامراتنا ويكشف مكامن نفوذنا في المال والأمن والقضاء والأعلام ويتعاطى مع كل هذه الحقائق بخفة واستهزاء وبأنها لن تغير شيئا في المعادلة فعنده لكل داء دواء بل ويحدد هو مسار الأشياء وبأن
تهديد ربيبتنا اسرائيل بالحرب ما هو الا هراء لأن الكلفة عليها لن تكون محدودة بل لن تكن بعدها موجودة وبأن اي مغامرة مجنونة نتائجها لن تكن مضمونة بل ستكون كارثية على من يفكر ان يخوضها هو ومن يقف خلفه
ثم يعرج على محاولات ادواتنا الخليجية بتأليب الرأي العام اللبناني على حزبه وأملاء الشروط على دولته فيرد بأبتسامة الواثق المتحكم بكل مفاصل الأمور بهجمة مضادة يضعهم خلالها في قفص الأتهام ويدعوهم الى الكف عن التدخل بشؤون بلده السيد الحر مفندا ادوارهم التخريبية فأي رجل هذا
اما بيت القصيد فهو تدميره للمنظومة التي عملنا عليها منذ سنوات المتمثلة في الفكرة الشيطانية الي عممناها وزرعناها في الأذهان وهي أكذوبة الاحتلال الأيراني فبضعة دقائق اضاع مجهود سنين وفكك هذه المنظومة المتماسكة فأظهر ببضعة كلمات بأن الحقيقة الساطعة هي بأن من يسيطر ويتحكم بمفاصل الدولة هي الولايات المتحدة الأميركية رافضا في الوقت ذاته وصف هذا النفوذ بالأحتلال والا كان سيواجهه بالمقاومة العسكرية وهو يكتفي بشل أذرعه تمهيدا لقطعها نهائيا وهو ما ألمح اليه بموضوع نفوذنا في المؤسسة العسكرية .لقد بتنا على يقين أن هذا الرجل لا يشبه أحد من الرجال وهو احد أهم اسباب خضوعنا للأرادة الايرانية وسعينا للتفاوض معها فكيف نواجه حمم براكين دولة الثورة ونحن العاجزين عن اطفاء جذوة الجمرة التي تستمد وهجها من قبس الدولة الأم فيا ايها السادة لقد أن الأوان للأعتراف بعجزنا عن مواجهة السماء فحتما حتما هذا الرجل اما ان يكون ليس من أهل الأرض او انه يستمد قوته من قوى خفية تعجز اقمارنا الصناعية ورادارتنا الحديثة التقنية ان ترصدها او تواجه قوتها وما علينا الا ان نعلن استسلامنا امام هذه العمامة السوداء فما تحتها رأس يدار من السماء ولا قدرة لنا على مواجهة اهل السماء ثم تمتم وهو مطأطأ الرأس من أنت يا نصرالله .
من انت يا نصر الله