موقع isci // متابعات
بعد مرور ثلاثة اشهر على الحرب العدوانية الصهيونية الوحشية على الشعب الفلسطيني ، واخفاق حكومة الاحتلال بزعامة الارهابي بنيامين نتانياهو في تحقيق اهدافها المعلنة ، وهي القضاء على حركة المقاومة الاسلامية حماس ، وكسر ارادة الشعب الفلسطيني المقاوم ، ومع تكبد العدو خسائر فادحة في صفوف جيشه ، ووقوع انقسامات خطيرة داخل الكيان بين مؤيد لحكومة اليمين المتطرف ، وبين رافض لها ومطالب بتغييرها بسبب فشلها في ادارة الحرب ، يسارع حماة الكيان الصهيونى وفي مقدمتهم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الى بذل جهود استثنائية هدفها تغيير مسار الصراع الحالي ، والضغط على حكومة نتانياهو لتخفيف منسوب الحرب ، وفسح المجال امام محاولات احتواء الصراع ، وعدم السماح له بالانزلاق الى حرب شاملة في منطقة الشرق الاوسط.
وسائل الاعلام العالمية مشغولة هذه الايام في تغطية وتحليل الوضع الراهن في الصراع ، وما حصل خلال الايام الاخيرة من تطورات دراماتيكية اعرب الكثير من الخبراء والمحللين عن خشيتهم من تطورها الى صراع شامل في المنطقة ، وفي مقدمة تلك التطورات ، عملية اغتيال القيادي البارز في حركة حماس صالح العاروري ، والرد على ذلك من قبل حزب الله حيث تعهد زعيمه السيد حسن نصرالله بالانتقام من العدو على جريمته النكراء .
وفي هذا السياق ، قالت مجلة بوليتيكو الامريكية في مقالة تحليلية لها ان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيف بوريل ، ووزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن ، وكلاهما يقومان بزيارات الى المنطقة ، قد حذرا من تصاعد الحرب بين حماس وإسرائيل الى صراع اقليمي بعد تزايد التوترات في اعقاب مقتل القيادي البارز في حماس الاسبوع الماضي.
وقال بوريل في مؤتمر صحافي في بيروت اليوم ” من الضروري للغاية ضمان عدم جر لبنان الى صراع اقليمي ” مضيفا بالقول ” وانا ايضا ابعث بهذه الرسالة الى إسرائيل : لا احد سوف يخرج منتصرا من الصراع الاقليمي “
وجاء في تقرير بوليتيكو ان وزير الخارجية الامريكي التقى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان كجزء من جولة دبلوماسية جديدة في الشرق الاوسط.
وحسب ما قالته وكالة رويترز للانباء ان بلينكن أكد ضرورة منع الصراع من الانتشار ، وضمان اطلاق سراح الرهائن ، وتوسيع نطاق المساعدة الانسانية ، وتقليل حجم الخسائر في صفوف المدنيين.
من جانبه قال بوريل انه اتفق مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي على خفض التصعيد ، تمهيدا للوصول الى استقرار دائم . وكان ذلك خلال مباحثات مع ميقاتي تركزت حول جنوب لبنان ، وسوريا ، والحرب في غزة .
وقد غرد بوريل على منصة X قائلا ” ان الاولوية هي تجنب تصعيد اقليمي ، ودفع الجهود الدبلوماسية باتجاه ايجاد الظروف المناسبة للوصول الى سلام عادل ودائم بين إسرائيل وفلسطين والمنطقة ” .
وجاء في المقالة ايضا ان المخاوف من انتشار الصراع بين إسرائيل وحماس الى البلدان المجاورة قد تصاعدت في ضوء زيادة اعداد القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة والتي وصلت حتى الان الى ما يقرب من ٢٣ الف وذلك بعد ثلاثة اشهر من القصف الاسرائيلي المكثف ، كما ان حزب الله قد اطلق اليوم السبت دفعات من الصواريخ على إسرائيل ردا على اغتيال صالح العاروري ، بالاضافة الى تزايد الهجمات التي يقوم بها الحوثيون على السفن التجارية في البحر الاحمر.