موقع isci // متابعات دولية
* حتى وإن تم تفادي حرب اقليمية ، فإن الدعم الامريكي لإسرائيل قد أحدث غضبا كبيرا ، وضررا بسمعة الولايات المتحدة
* فقط من خلال الدعوة الى وقف دائم لاطلاق النار ، يمكن للولايات المتحدة ان تستعيد بعض مصداقيتها
نشر موقع ميدل ايست آي البريطاني مقالة تحليلية للباحثين نيكولاس جي اس دافيس وهو صحافي مستقل وباحث في منظمة كود بينك للسلام ومؤلف كتاب : دماء على ايدينا : الغزو الامريكي وتدمير العراق ، و ميدي بنجامين احد مؤسسي منظمة كود بينك ومؤلف العديد من الكتب ومنها ” داخل ايران ؛ التاريخ الحقيقي والسياسة في الجمهورية الاسلامية الايرانية “
جاء في مقدمة المقالة ” فيما يقوم وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن برحلات مكوكية محمومة في منطقة الشرق الاوسط ، سعيا وراء الحيلولة دون توسع الصراع في غزة الى حرب اقليمية ” قامت واشنطن ايضا بارسال حاملتي طائرات ، ووحدة استكشاف بحرية و ١٢٠٠ عسكري اضافي الى المنطقة وذلك لضمان حالة الردع .
وفي لغة واضحة ، فإن الولايات المتحدة تهدد بالهجوم على أية قوات تقوم بالدفاع عن الفلسطينيين من بقية البلدان في المنطقة ، وتطمئن إسرائيل بأنه بمقدورها الاستمرار في الحرب دون عقاب في غزة .
ويشير الباحثان ” ولكن اذا ما أصرت إسرائيل على الاستمرار في حرب الابادة ، فإن التهديدات الاميركية قد تكون عاجزة عن منع الآخرين من التدخل من لبنان الى سوريا ، اليمن ، العراق وايران ، وإن احتمالات توسع الصراع تبقى كبيرة جدا ، حتى ان الجزائر اعلنت انها مستعدة للقتال لتحرير فلسطين ، بعد ان تم التصويت بالاجماع على ذلك في البرلمان يوم الاول من نوفمبر الماضي ” .
ويوضحان ” ان الحكومات والشعوب في منطقة الشرق الاوسط يرون ان الولايات المتحدة هي شريك في المذابح الاسرائيلية في قطاع غزة ، لذلك فإن أي اجراء عسكري امريكي مباشر سوف ينظر له على أنه تصعيد لصالح إسرائيل ، ومن المرجح أن يؤدي ذلك الى المزيد من التصعيد بدلا من ردعه “
ويؤكد كاتبي المقالة ” ان الولايات المتحدة تواجه بالفعل هذا المأزق في العراق . وبالرغم من المطالبات العراقية بسحب القوات الامريكية من العراق ، فإن ما لايقل عن ٢٥٠٠ عسكري اميركي مازالو موجودين في قاعدة عين الاسد في محافظة الانبار غرب العراق ، وقاعدة حرير شمال مدينة اربيل ، وقاعدة اخرى صغيرة في مطار اربيل ، ويتواجد هناك ايضا عدة مئات من قوات حلف شمال الاطلسي الناتو ، ومنهم امريكيون وذلك لتقديم المشورة للقوات العراقية “
ويشيران ” الى ان القوات الاميركية ، ولسنوات عديدة ، كانت غارقة في حرب منخفضة المستوى ضد قوات الحشد الشعبي التي شكلها العراق لمحاربة تنظيم داعش وغالبيتها من المليشيات الشيعية “
ويقولان ” وبالرغم من روابطها مع ايران ، فإن المجموعات المسلحة: كتائب حزب الله ، وعصائب اهل الحق وغيرهما قد تجاهلت الدعوات الايرانية لخفض الهجمات على القوات الاميركية ” ويضيفان ” ان هذه المجموعات العراقية لا تحترم القائد الحالي لقوة القدس الجنرال اسماعيل قانائي كما كانت تفعل مع الجنرال قاسم سليماني “
وفي التفاصيل ، تشير المقالة الى انه بعد عام من هدنة طويلة بين القوات الاميركية والقوات العراقية ، فإن الحرب في غزة قد تسببت في تصعيد جديد لهذا الصراع في العراق وسوريا.
وقد شرعت هذه المليشيات التي توصف نفسها بأنها المقاومة الاسلامية في العراق بمهاجمة القوات الاميركية في ١٧ اكتوبر الماضي ، وبعد ٣٢ هجوما على القواعد الاميركية في العراق ، و ٣٤ هجوما في سوريا ، وثلاث ضربات جوية امريكية في سوريا يوم ٢١ نوفمبر ، نفذت الولايات المتحدة غارات جوية ضد قواعد حزب الله في العراق ؛ واحدة في الانبار ، والاخرى في جرف الصخر جنوب بغداد ، وقتلت ما لا يقل عن تسعة مقاتلين .
وأثارت تلك الضربات الجوية رد فعل غاضب من قبل المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي الذي قال ” نحن نستنكر بشدة الهجوم على جرف الصخر ، الذي جرى بدون علم الحكومة العراقية ، مضيفا ان هذا العمل يمثل انتهاكا صارخا للسيادة ، ومحاولة لزعزعة الوضع الامني “
وكما كانت تخشى الحكومة العراقية ، فقد ردت المقاومة الاسلامية في العراق على الهجمات الأميركية بواسطة هجومين على قاعدة الحرير وذلك يوم ٢٢ نوفمبر ، و ٢٣ نوفمبر ، كما قامت بمهاجمة قاعدة عين الاسد بعدد من المسيرات ، و القاعدة الاميركية قرب مطار اربيل ، فيما قام حلفاءهم في سوريا بمهاجمة قاعدتين امريكيتين على الحدود في شمال شرق سوريا.
ويعتقد الباحثان ” أنه باستثناء وقف اطلاق النار في غزة ، أو الانسحاب الامريكي الكامل من العراق وسوريا ، لا يوجد اجراء حاسم يمكن للولايات المتحدة اتخاذه ليضع حدا لهذه الهجمات ، لذلك فأن مستوى العنف في العراق وسوريا من المرجح ان يتصاعد ما دامت الحرب مستمرة في غزة ” .