المكتب الإعلامي / متابعات
بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفيق دربه الحاج ابو مهدي المهندس و رفاقهم الشهداء التقت صحيفة الوفاق رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الشيخ الدكتور همام حمودي حيث تحدث عن سيرة هؤلاء الشهداء العظام ودور الشهيد سليماني في دعم المقاومة ومكافحة الإرهاب.
وفي مستهل اللقاء قال الشيخ همام حمودي أن الحاج قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس هما نموذجين جهاديين مؤمنين مواليين في عصر تهيمن فيه إرادة الظلم والاستكبار والاستغلال، ولهذا فانهما يمثلان راية الحرية، وراية مواجهة الظلم، وراية خدمة المستضعفين ونصرتهم، لذلك دخلا القلوب بدون استئذان وكانا رموزا شعبية عالمية، ولم يكونا محصورين بمكان، وقد لا يكونا محصورين بزمان لمواجهة اعتى طغيان هذا العصر المتمثل بالإدارة الامريكية وبالخصوص التي تجسدت بهذه السيئات في الرأسماليه والليبرالية والعلمانية بشخصية ترامب الذي كان هو عدوهم الأول.
- نصف قرن من الجهاد والعمل الميداني
وأضاف رئيس المجلس الأعلى الاسلامي العراقي:كان للشهيدين القائدين دور مهم جدا سواء على صعيد الدعم بالخبرة، لما يمثلوه من نصف قرن من الجهاد والعمل الميداني وبالتالي خبرتهم عاليه جدا، والميدان بالنسبة لهم حياة طبيعية. وعندما يتواجد القائد في الميدان وبروح جهادية عالية يتقدم بها المسير فان ذلك سيعطي زخما قتاليا للجميع. الشهيد سليماني وجدناه في كل ميادين الجهاد من غزة الى جنوب لبنان والى العراق من شماله الى جنوبه وفي كل موطن فيه مواجهة وبما في ذلك أفغانستان. ففي كل مكان فيه نوع من المواجهه مع الطغيان العالمي نجد الشهيد سليماني، وكان في بعضها يرافقه اخينا العزيز الشهيد أبو مهدي، وبالتالي قادة المقاومة في كل مكان، سماحة السيد نصر الله في لبنان والسيد الحوثي في اليمن، وفي غزة الاخوة في جهاد وحماس، وفي فنزويلا أيضا.. ففي كل مكان من هذه الأماكن هو بالحقيقة إرادة تحررية، وتأكيد بان على الأرض هناك من يصلح ومن هو مستعد ان يبقى رافعا الراية بمواجهة الطغيان العالمي تحت عنوان العولمة وما شابه من الشعارات التي يطرحها الطغيان الأمريكي وامتداده الصهيوني.
وقال الشيخ الدكتور همام حمودي: كان الشهيد سليماني يعمل على كل الجبهات سواء في الجهاد او العمل الاجتماعي او في خدمة المستضعفين ومساعدة الفقراء، وفي العمل الاقتصادي لدعم هذه الدولة أو تلك، وفي العمل أيضا على استقرار هذه المنطقة. حركة الأخ سليماني في مسألة التقريب، وفي دور بغداد في التقريب ما بين ايران والسعودية، وايران والمنطقة وفق رؤية استراتيجية ان المنطقة قادرة ان تحل مشاكلها بنفسها. أما تدخل الاخرين وخاصة امريكا و(اسرائيل) هو من اجل تمزيق المنطقة وليس استقرارها، وشعوب المنطقة اذا اتفقت على رؤية بان تعيش برفاه واستقرار دون تدخّل الآخرين قطعا ستكون منطقة مزدهرة.. وبالتالي كان مسعاه في هذا الاتجاه فأي تقارب حقيقي بين دول المنطقة سوف يقطع الامتداد الاسرائيلي والامريكي بالمنطقة ومن له موطيء قدم او موضع ومكان لاستغلال هذه المنطقة. مشروع سليماني كبير ومهم ويشكل تهديداً مباشراً للتدخلات الاسرائيلية والامريكية وغيرها، لذلك كان اغتياله وهو في هذه المهمة الخيرة لمنعه من صناعة استقرار المنطقة وتعزيز تعاون دولها.
- مودة ومحبة في قلوب المؤمنين
وذكر رئيس المجلس الاعلى الاسلامي في العراق ممكن ان نجد شعوب المنطقة في زيارة الاربعين، لأننا نجد في زيارة الاربعين كل الممثلين الحقيقيين لهذه الشعوب، فوجدنا الشهيدين سليماني والمهندس صورهم على ظهور ابناء هذه الشعوب من كل الألوان والإتجاهات سواء كانت عربية من لبنان والخليج الفارسي والحجاز وسوريا او من الشعوب الاخرى مثل باكستان وآذربيجان وتركيا، نجد هذه الصور، يتلهفون لاقتنائها وتعليقها على صدورهم. قطعا ان الله جعل لهؤلاء في قلوب المؤمنين مودة ومحبة لأنهم يمثلونهم في مواجهة الظلم ونصرة هذه المنطقة وشعوبها.
- الرد على هذه الجريمة
وقال القيادي العراقي البارز: الرد المناسب لهذه الجريمة هو ان نسير على هدى وخطى هذين القائدين البطلين في ان نستمر في رفع راية الحرية والاعتزاز بهويتنا الاسلامية والولاء لديننا العظيم، وان نمنع التدخلات الخارجية، ونبقى احرارا واسيادا في اوطاننا وفي خدمة شعوبنا، وان يبقى التعاون في المنطقة، ونفكر في مصلحتها أولا، ومواجهة عدوها الحقيقي المتمثل باسرائيل والصهيونية التي تريد ان تمزق المنطقة وتجعلها ضعيفة تحت هيمنتها. هذا هو الطريق الصحيح سواء كانت المواجهة في إنهاء التواجد العسكري الامريكي او في مواجهة الهيمنة الثقافية الامريكية او تهشيم الايقونات الامريكية والصهيونية التي تٌطرح في بلادنا من خلال ثقافة اسلامية واعية وحقيقية لهذه الشعوب.
وذكر الشيخ همام حمودي:كان الشهيد الحاج قاسم سليماني يعبر عن طموحات هذه الامة، فالامة كانت تريد رجلاً شجاعاً باعتبارها تعيش حالة الاستضعاف السياسي والامني بتواجد القوات الامريكية في المنطقة سواء في العراق او افغانستان والخليج الفارسي وغيرها من دول الشرق الاوسط وغرب آسيا، وطريقة التعامل الغربي وخصوصا (إسرائيل) مع العرب والمسلمين في فلسطين فيها تعدي وحالة من الاستعلاء، فكانت تريد ان معتبراً عن شجاعتها فوجدت في الشهيد سليماني يعبر عن اصالتها الاسلامية العميقة، تريد ان يعبر عن اخلاقها في التواضع ونصرة المستضعفين، تريد من تجده قائدا حقيقيا لا يجلس في المكاتب وانما في الميدان، فوجدت ذلك في الشهيد قاسم سليماني، لذلك فان شعبيته امتدت في هذه المنطقة واصبحت صورة موجودة في كل هذه البلدان وفي قلوب هذه الملايين سواء كانت في منطقتنا وحتى في امريكا الجنوبية وباقي الدول التي تعرف معنى الاستعمار والاستغلال الصهيوني والامبريالي والامريكي للعالم والمنطقة.
وبشأن دور الحاج قاسم في رص صفوف محور المقاومة قال الشيخ همام حمودي:كان للشهيد سليماني دور عظيم جدا ومهماً، وكانت الأمور عنده واضحة والخطوط بينة، وبالتالي لا يريد معارك جانبية، فالعدو واضح ومشخص ويتمثل بالصهيونية المدعومة من امريكا، لذلك كان يحث وينبه ويجمع الطاقات ويوحد الجهود باتجاه العدو الحقيقي وعدم الانشغال بصراعات جانبية وهموم أخرى.
واستطرد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي في العراق: لولا جهد الشهيد سليماني ورفاق دربه الشهداء كانت ستتجه المنطقة كما وجدناها ما بعد كامب ديفيد والاطروحات التي جاءت بالاعتراف بإسرائيل واخرها كان التطبيع الذي تم طرحه باسم صفقة القرن وما شابه. المنطقة كانت ذاهبة الى التسليم والخضوع والتذلل الى الهيمنة الامريكية والعدو الصهيوني، وإشغال المنطقة بمشاكلها وحروبها ومعاناتها الاقتصادية وغيرها.. لولا جهود الشهيد سليماني لكانت المنطقة تعيش حالة الاستضعاف. الحمد لله بجهود أبناء المنطقة الاحرار وبدعم وخبرة الشهيد سليماني وحضوره الميداني، المنطقة تحولت الى شكل آخر وفرضت وجودها على المعادلة الدولية وبالتالي أصبحت ايران التي تمثل هذا التوجه هي محور الاحداث في العالم والمنطقة التي نجدها اليوم ببركة وحدة خط محور المقاومة وامتداده وتعمقه في شعوب المنطقة.
*إستمرار نهج قائد المقاومة
وقال الشيخ الدكتور همام حمودي أن نهج القادة الشهداء حية في النفوس.. في وجودهم الشخصي وحركتهم ومقابلاتهم وخطاباتهم لهم دور كبير ، واليوم أيضا نجد ان دماءهم اينعت زهوراً وابطالاً على هذا المنهج، ويعتزون اكثر بهذا المنهج، ويحقدون على من اختطف منهم هذين الشخصين بقتلهم بهذه الطريقة المفجعة والشنيعة، التي تجاوزت كل القيم الدولية بالتعدي على سيادة العراق والقيم الاخلاقية، والتعدي على ضيف العراق وابن العراق الشهيد المهندس، وعلى الروح الايجابية للتفاهم في استقرار المنطقة، وبالتالي العدو كشف عن كل سيئاته وكل اهدافه الخبيثه وكل وجهه القبيح في قتله واعتدائه على الشهيدين وعلى العراق بالخصوص وعلى ايران، وساهم في توحيد هذين البلدين، دماؤهم توحدت وامتزجت أجسادهم ولحومهم وأيضا ارادتهم. وبالتالي كانت هناك محبة مشتركة وتشييع مليوني مشترك واستقبال في المراقد المقدسة في ايران العراق يكشف عن عمق الارتباط الموجود وان الجامع بين هؤلاء هو منهج المقاومة، ومنهج العز والحرية والاستقرار والازدهار الذي تسعى له شعوب المنطقة.
وبشأن دور الشهيد في تعزيز دور المقاومة في العراق لمواجهة الإرهاب التكفيري الصهيوني قال الشيخ همام حمودي كان له الدور البارز والكل يشهد بذلك، العدو والصديق والمحب والكاره. الشهيد سليماني هو الذي فتح في الايام الاولى مخازن الجمهورية الاسلامية الاستراتيجية وحوّلها الى العراق من اجل المواجهة، وهو الذي كان يتواجد في المقدمة، وهو الذي كان يقود الخبراء من الاخوة الايرانيين والذين ذهب منهم شهداء على ارض العراق، وبالتالي لا يُنسى دورهم في تعزيز المقاومة في العراق وخارج العراق..وان شاء الله شعب العراق كما هو معهود منه ان يكون وفياً مثلما كان وفياً لكل من قدم له المساعدة والعون، سيكون ان شاء الله وفياً لهذا المنهج وهذا الطريق.
يجب تسليط الضوء على حياة هذين الشخصيتين لكونهم كانوا يجسدون اخلاق اهل البيت(ع)، خصوصا الشهيد قاسم سليماني يتوجب مزيداً من إلقاء الضوء على شخصيته، على ذكائه وحركته وتواضعه وتضحياته وبساطته وبيته، وحبه للشهداء وعوائلهم. فهو لم يكن من أبناء علماء وذوات بل كان انسانا بسيطا واجه اكبر طاغية في هذا العصر يتمثل في ترامب والهيمنة الامريكية. ورغم انه تعرض للإصابة بالكيمياوي، ويده مصابة، ومع ذلك نجده يتحرك اكثر من 16 ساعة باليوم بهذه الحماسة.. الشهيد سليماني نموذج يجب التركيز عليه وابرازه وتعريف شبابنا به، وأيها الشباب المستضعف امامكم ان تكونوا قادة العالم عندما تسيرون على هذ المنهج.