موقع isci //
أطل الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله على جمهوره، في كلمة تناولت التطورات في المنطقة، ولعل أبرزها التطاول على حرمة القرآن الكريم، وضرورة الاستمرار في خيار المقاومة، كطريق لا بديل له لنيل الحقوق المسلوبة، كما تطرّق السيد نصر الله أيضا الى القضايا الداخلية اللبنانية، وأبرزها ما يشهده مخيم “عين الحلوة” للاجئين الفلسطينيين.
السيد حسن نصر الله وبكلمة له في مسيرة الثالث عشر من المحرّم التي ينظمها حزب الله في النبطية، قال: ان “من أعظم دروس كربلاء عندما يصبح تكليفك هو أن تقف حتى الرمق الأخير في سبيل دينك ومقدساتك، ودرس كربلاء درسنا الى يوم القيامة، هو أن نقف ولا يهزّنا شيء، وان يتحمل الانسان المسؤولية وعدم الاختباء والوقوف على التل، بل تحمل المسؤولية أيا كانت التضحيات”.
وتابع السيد نصر الله، انه “بالأمس تم حرق صفحات من المصحف الشريف في السويد، وحرق صورة ترمز الى الإمام الحسين، مشيرا الى ان هذا السلوك يشكل تحديًا مهينًا ومسيئًا لملياري مسلم في العالم”.
ووصف الأمين العام لحزب الله الشخص الذي أقدم على هذه الفعلة بأنه أقذر شخص وانه ما قام بفعلته هذه إلا بعد توفير الضمانات والحماية الكاملة له من قبل السلطات السويدية وشرطتها، وكذلك تفعل حكومة الدنمارك، بينما نشاهد النفاق الاوروبي مقابل وهن أغلب الحكومات الاسلامية.
وأوضح السيد نصر الله، ان “منظمة التعاون الاسلامي خرجت بمواقف ضعيفة، وهذا ليس مفاجئا على الإطلاق، فبعض الدول لو كانت الإهانة وُجّهت إلى ملكها أو أميرها أو زوجة ملك أو أمير أو أحد أفراد الأسر الحاكمة في تلك الدول لقامت الدنيا ولم تقعد، ولكانت قد لجأت الى قطع العلاقات، أما أن يُحرق المصحف فهذا لم يحرك ساكنًا عند هؤلاء الأموات”.
وفي مقاربة زمانية رائعة، قال السيد نصر الله، “اننا وأمام هذا الواقع المهين والمتخاذل، يفهم الانسان بعضًا من معاناة الإمام الحسين “عليه السلام” في زمانه”.
وأشار السيد نصر الله إلى أن “ما يجري اليوم في العالم وقياسًا للتاريخ القريب والبعيد يزيدنا قناعة بأن خيارنا هو الخيار الصحيح، وما يُقال في الداخل اللبناني والإقليم تفاهات”، موضحًا أن “الذي يحمي هذا البلد وشعبه هي مقاومته ومقاومته فقط، وكل الشواهد تؤكد هذه الحقيقة وهذا ما نحن مصرون على القيام به”.
وفي السياق نفسه، سأل سماحته: “إذا كان الحكام في عالمنا الإسلامي لا يملكون الشجاعة والغيرة، ليدافعوا عن المصحف الشريف، فهل يدافعون عن أرضنا ولبنان والمسجد الأقصى؟”، مشيرًا إلى أنه “عندما انتظرنا الدول فشلت شعوبنا، أما عندما قامت الشعوب انتصرنا”، مضيفًا: “نعيد الخطاب للشعب الفلسطيني بأن لا تنتظروا هؤلاء، فعليكم أن تراهنوا على شعبكم ودمائكم وعلى الذين معكم في محور المقاومة”.
وحول ما يجري في مخيم عين الحلوة، أكد سماحته أن “ما يجري في مخيم عين الحلوة مؤلم لأن فيه دماءً وتهجيراً وتداعيات سيئة وأليمة”، متابعًا: “نوجه نداءً إلى الجميع في مخيم عين الحلوة لوقف القتال وكل من يستطيع أن يساهم بكلمة أو باتصال لوقف القتال، يجب عليه أن يفعل ذلك”، مشددًا على أنه “لا يجوز لهذا القتال أن يستمر لأن تداعياته سيئة على صيدا وجوارها والجنوب وكل لبنان”.
وفي مناسبة عيد الجيش، قال السيد نصر الله، “نرى في الجيش الضمانة الأساسية لوحدة الأرض والاستقرار، وهذه المؤسسة يجب الحرص عليها ودعمها لتستطيع القيام بمسؤوليتها، وهي تقدم ما تستطيع ويتعرّض جنودها لكثير من المخاطر”.