بقلم/ زيد الحلي
دائماً يفتح الإعلام نوافذه لمتابعيه، ليروا منها ومن خلالها ما يرغبون، متناسياً الأخطاء التي يقع فيها بعض الإعلاميين، التي أصبحت واقعاً يومياً، وغير لافتة لكثرتها والاعتياد عليها، فانتشرت حتى أصبحت شائعة، وانطبعت في الأذهان، وانقلب الخطأ في أذن المتلقي والسامع إلى صواب، تناغماً مع مقولة “خطأ مشهور خير من صواب مهجور!”.
فلنبتسم اليوم ونضحك معاً، ونحن نجول في كواليس الإعلام، ومبعث الابتسام، إن هناك آلاف العبارات والجمل مبثوثة في الصحف والتلفزيون، وحتى الكتب الأدبية، تجعل القارئ يستلقي على قفاه لدقائق ضاحكاً عند قراءته لواحدة من تلك العبارات التي تمر أمام أعيننا كل يوم، وتسمعها آذاننا من المذياع في كل دقيقة، وأيضاً من التلفاز والمسرح، وفي الندوات والمحاضرات.
مثلاً: نكرر دوماً جملة (التقدم إلى أمام) فهل هناك تقدم إلى الخلف؟ أو نقول (الاحتلال البغيض) كأن هذه الكلمة هي فرز لعبارة أخرى هي (الاحتلال الرفيف).
وهناك مفردة، وعبارة تقول عند نشر نعي أحد الأعزاء (انتقل إلى رحمة الله المرحوم..) فكيف بربكم ينتقل (المرحوم) إلى رحمة الله، وهو أصلاً (مرحوم) أي متوفى، فمن الأجدر كتابة النعي بشكل آخر هو (انتقل إلى رحمة الله السيد.. الخ) أو نقرأ في قطعة أدبية وصفاً يقول إن فلاناً (أسود كالفحم) وهنا يتبادر إلى الذهن إلى وجود لون آخر للفحم، أو آخر للسواد.
ومرة شاهدتُ مذيعاً، وهو يقرأ خبراً عن جريمة مرتكبة في مكان ما، بقوله: (وقعت أمس جريمة بشعة نكراء الخ.. فهل هناك جريمة جيدة وجميلة، وأخرى نكراء.. الخ).
وفي مجال الأخبار المحلية، نطالع عبارة تقول (فقدت سيارة في منطقة..) وفي ذلك تخفيف للمعنى الحقيقي وهي (سرقة السيارة) فالسيارة لا تُفقد، لأنها ليست طفلاً ضاع في متاهات الزحام أو الطريق، بل هي سيارة بحجمها المعروف، ومحركها الذي لا يعمل إلا بفعل فاعل، وهو السارق، أو نكتب في الأخبار كلمة “سائر المدن والضواحي” على أساس أنها تعني “كل” لكنها غير ذلك فهي تعني الباقي من الشيء، أو نكتب “انتهى مؤخراً “والصحيح” أخيراً “فمؤخراً تعني حصول الأمر بعد تأخير.
وهناك المئات من الأمثلة على هذا المنوال، لكن حيز العمود لا يسمح!.