تقارير //
المباحثات المكثفة لوزير الخارجية الإيرانية في بغداد ولقاءاته مع مختلف المسؤولين العراقيين، لها رسائل كثيرة لأمريكا وتدل على العمق الإستراتيجي لإيران في المنطقة وخاصة في العراق.
احتلال العراق کان غزوا وسيطرة عسكرية شاملة نفذتهما أميركا وبريطانيا ، بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل، ما أدى لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين. هذا الغزو تسبب بخسائر بشرية قُدرت بمليون قتيل ومصاب وتشريد الملايين ، فضلا عن خسائر مادية للطرفين تقدر بتريليونات الدولارات.
ورغم ذريعة أسلحة الدمار الشامل المعلنة فإن أسبابا أخرى مختلفة، سياسية واقتصادية وحتى حضارية، ظلت قيد التناول في وسائل الإعلام العالمية وأروقة السياسة الدولية. وفي طليعة تلك الأسباب تحمس الحكومتين الأميركية والبريطانية لوضع اليد على ثروة العراق النفطية الهائلة. انتشرت تقارير عديدة حول التحريض على غزو العراق من طرف مسؤولي شركات نفط أميركية.
حاولت الحكومات المختلفة الأميركية بعد انتهاء حرب العراق، تحويل هذا البلد إلى قاعدة لمهاجمة إيران ولهذا الغرض، عززت أمريكا داعش في العراق واوجدت الأرضیة اللازمة لأعضاء هذه الجماعة حتی یعرضوا حدود إيران للخطر.
حاولت الحكومات المختلفة الأميركية في نفس الوقت ابعاد العراق عن إيران ولکنها لم تنجح ابدا للحصول الی هذا الهدف. فنرى الآن أن العلاقات بين إيران والعراق أقوى وأوثق من أي وقت مضى. فنشاهد وزير الخارجية الايراني حسین امير عبداللهيان في العراق وهو یلتقی بمختلف المسؤولين العراقيين وکلهم يؤكدان على متانة العلاقات بين البلدين.
فقال امير عبداللهيان في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية دعمت على الدوام العراق المستقل والقوي.
وأكد عبداللهيان ان هناك قواسم مشتركة بين الشعبين العراقي والإيراني ونحن شعب واحد في جغرافيتين مستقلتين وشدد على ان إيران تحترم دوما سيادة العراق وتدعمه في تعزيز أمنه واستقراره.
وفي لقاءه مع الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد أكد حسين أميرعبداللهيان، على توسيع العلاقات بين طهران وبغداد.
واكد رئيس الوزراء العراقي “محمد شياع السوداني” خلال استقباله وزير الخارجية الايراني على مواصلة أفضل العلاقات مع ايران.
وخلال لقاءه رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، أشار وزير الخارجية الإيراني إلى عمق العلاقات والمشتركات بين البلدين الجارين، والتأكيد على دعم بلاده للعراق وكل ما يسهم في تحقيق تنميته واستقراره، معرباً عن تطلع إیران إلى عقد جولة جديدة من المباحثات للجنة العليا المشتركة بين البلدين.
کما التقى وزير الخارجية الإيراني رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ورئيس إئتلاف دولة القانون نوري المالكي.
والتقى وزير الخارجية الإيرانية، كلا من رئيس مجلس القضاء العراقي الأعلى فائق زيدان، ومستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي.
والتقى حسين أميرعبداللهيان، رئيس المجلس الأعلى العراقي الشيخ همام حمودي.
كما ضمت زيارة أميرعبداللهيان إلى بغداد لقاءات مع هادي العامري رئيس منظمة بدر و رایان الکلداني رئيس حركة بابليون.
كل هذا یدل بدون ای شک علی فشل الولايات المتحدة في إبعاد العراق عن إيران.