تقارير / متابعات
في أول زيارة رسمية له إلى إيران بمنصب رئاسة الوزراء في العراق، إلتقى محمد شياع السوداني مع كبار المسؤولين في إيران وتحدث معهم.
تحليل
– باستثناء زيارات استغرقت عدة ساعات إلى الأردن والكويت، فضل رئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني أن يخصص أول زيارة جادة وهامة إلى إيران، وتشير الوفود السياسية والاقتصادية المرافقة للسوداني أن مجموعة واسعة من القضايا وضعت على طاولة المفاوضات بين البلدين.
– أدى تزامن هذه الزيارة مع مشروع معاقبة إيران للانفصاليين المناهضين للثورة المستقرين منطقة كردستان العراق لدفع البعض لأن يرى ويفسر الزيارة بأكملها في إطار القضايا الأمنية، في حين يمكن اعتبار هذه القضايا واحدة من أجندة الزيارة.
– خلال السنوات الماضية قررت إيران والعراق زيادة طاقة التبادل التجاري فيما بينهما إلى 20 مليار دولار على الأقل، لكن تطورات العراق الأخيرة وخاصة أحداث العام الماضي في هذا البلد حالت دون تحقيق ذلك.
– إلى جانب مجالات التعاون المشتركة الأخرى، يعد ملفا الكهرباء والغاز، من أهم وأبرز القضايا المطروحة للتباحث بين الجانبين.
– اللقاء الذي جمع السوداني مع بارزاني في بغداد قبل زيارته إلى إيران، إلى جانب زيارة العميد قاآني إلى العراق منذ وقت ليس ببعيد، ومحادثاته مع السوداني وعبد اللطيف رشيد من جهة، وما تلا ذلك من التزامات مسؤولين عراقيين بضمان الأمن على الحدود المشتركة من ناحية أخرى، قد يشيران إلى أن الحكومة الفيدرالية العراقية ستتخذ من الآن فصاعداً إجراءات تنفيذية أكثر من أي وقت مضى ضد مناهضي الثورة المتواجدين في كردستان العراق.
– فيما يتعلق بالتعامل مع الانفصاليين المتمركزين في العراق، ورداً على التساؤل إن كانت قوات حرس الحدود الجديدة ستتبنى وبالتعاون مع البيشمركة مسؤولية تأمين الحدود، أم سيتم ترحيل الانفصاليين إلى معسكرات تحت سيطرة العراق؟.. لم ترد أي أخبار دقيقة للإعلام حتى الآن، لكن المؤكد أن إيران سلمت الحكومة العراقية وثائق عداوات وفتن هذه الجماعات (فبحسب السفير الإيراني في العراق، تم تسليم أكثر من 70 وثيقة في هذا الشأن) كما أطلعت إيران الجانب العراقي بمقرات تواجد هذه الجماعات (76 مقراً للجماعات الانفصالية وفقاً لوزير الخارجية الإيرانية).
– خلال زيارة السوداني لإيران أكد رئيس الوزراء العراقي في مؤتمره الصحفي مع الرئيس الإيراني اليوم أن بغداد لن تسمح لأحد باستخدام الأراضي العراقية لمهاجمة إيران، هذا يعني أنه وبعد هذه الزيارة، ستكون هناك المزيد من الحساسية الخاصة لدى العراق بالنسبة للدور المناهض للجمهورية الإسلامية من منطقة كردستان.
– خلال هذه الزيارة، أشاد السوداني بوقوف إيران إلى جانب الشعب العراقي منذ عام 2003 وبدور إيران الخاص في طرد داعش من العراق، وشدد على ضرورة تعميق العلاقات التاريخية بين البلدين. فإن تركيز شخصية عراقية على قضايا كهذه، بينما كان هو من أكثر الأشخاص فاعلية في النضال ضد البعثيين والأميركان وداعش في العراق، يضاعف التركيز على تعميق العلاقات بين البلدين في المستقبل المنظور.
– ليس من المستبعد أن يكون مشروع استئناف العلاقات بين إيران والسعودية، الذي تم تبنيه من قبل بوساطة عراقية، كان محط اهتمام رئيس الوزراء العراقي الجديد خلال زيارته هذه.
– لإيران والعراق، وخاصة خلال الدورة الجديدة من رئاسة الوزراء العراقية اهتمامات وأهداف مشتركة تم تحديدها من قبل، ولكنها لم تكتمل بعد، ومن بين هذه الأهداف طرد أميركا من المنطقة، والقضاء التام على الإرهاب في المنطقة، ومناهضة “إسرائيل”، والتمتين الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين في مختلف الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية.