بقلم// د. محمد ابو النواعير
كلما اسأل نفسي وأتأمل، لماذا لم يجعل الله تعالى الحكم الدنيوي بيد الانبياء والأئمة، بل مكن الظالمين والفاسدين من اقصائهم دوما على مدى التأريخ.
خلال قرائاتي المتواضعة خلال السنين السابقة، ومتابعتي ومراقبتي، لحراك الشعوب وانماط تشكل الوعي السياسي عندها، توصلت الى نتيجة مفادها ان تمكين الحاكم الصالح المنزه عند الله هو أمر يحتاج لتوفر مقومين اثنين، لتحقيق الحكم الصالح، وهما، اولا، وجود القيادة الرشيدة العادلة، وثانيا وهي الاهم من وجهة نظري، هي وجود الاجتماع البشري الذي وصل لمرحلة متقدمة من النضج والوعي لتقبل الحكم الصالح.
فعدم توفر الأمة الصالحة للحكم الرشيد من وجهة نظري، تمثل اهم اسباب فشل اي مشروع نهضوي تقوم به منظومة حكم صالحة.
ولنا في قصة الطف واستشهاد الامام الحسين ع افضل واوضح مثل، ومن قبله قصة ابوه امير المؤمنين ع.
اي ان الانكسارات المتتالية، والفشل المتتالي الذي منيت به الأمة الاسلامية، اهم اسبابه هو عدم تهيئ الوعي التأريخي العام لهذه الأمة، لكي تتوافق متبنياته الذوقية والثقافية والفكرية، ولكي تنجح في تعشيق طاقاتها، مع ادوات الحكم العادل والصحيح.
لذا نقول اليوم دوما، لو خرج علي ابن ابي طالب ع اليوم لحكم هذا المجتمع (العراق انموذجا) لأ شبعه الناس شتما وسبا وقذفا وتخوينا. !!
اللهم عجل لوليك الفرج، بصلاح وعينا، وتطور قدراتنا.
اللهم آمين.