تبدأ تركيا والعراق مفاوضات الشهر المقبل لمعالجة أزمة المياه بحسب ما اعلنت بغداد. وشيدت تركيا 22 سدا و19 محطة كهرومائية على نهري دجلة والفرات ما ادى الى خفض تدفق المياه الى العراق وسوريا وتسبب بأزمات بيئية آخرها العواصف الترابية التي ضربت العراق والدول المجاورة خلال الايام الماضية.
هكذا كانت الاجواء خلال الايام الماضية في العراق اثر العواصف الترابية التي اجتاحت غالبية محافظاته والتي تسببت بانعدام تام للرؤية في أغلب المناطق، واسفرت عن سقوط وفيات وعشرات حالات الاختناق خاصة في كركوك شمالي البلاد كما تسببت بانعدام تام للرؤية.. عواصف لم تقتصر على العراق فحسب بل امتدت لتضرب ايضا الدول المجاورة كإيران.
ورغم مذكرات التفاهم التي اجراها العراق مع دول الجوار لمكافحة هذه الظاهرة الا انه لم يجر العمل بها لنقضها من قبل بعض الاطراف.
خبراء بيئيون حذروا من زيادة في هذه العواصف بالعراق بسبب الجفاف وظهور التصحر الناجم بشكل اساسي عن بناء السدود التركية على نهري دجلة والفرات.
تركيا وضمن مشروع سمي بـ “غاب”، شيدت 22 سدا و19 محطة كهرومائية على هذه النهرين اللذين يمثلان شريان الحياة لسوريا والعراق، حيث تؤكد الدولتان أن هذه السدود وراء الجفاف في كلا البلدين بعدما أدى إنشاء السدود التركية وتوليد الطاقة الكهرومائية على النهرين إلى خفض تدفق المياه إلى العراق بنسبة 80 في المئة وإلى سوريا بنسبة 40 في المئة بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
اكبر السدود التي شيدتها تركيا ضمن مشاريع غاب هو سد إليسو الذي يعد ثالث أكبر مشروع من نوعه في العالم ويشكل تهديدا عمليا لمستقبل العراق. ومنذ بدء عملية ملء خزانه قبل اربعة اعوام بدأت المخاوف تتحول إلى واقع وكارثة.
وتنذر التقارير والإحصاءات بجفاف النهرين بحلول عام 2040 كما تحذر من أن السد التركي الاخير سيؤدي إلى خفض المياه الواردة إلى العراق عبر نهر دجلة إلى 47 في المئة من الإيراد السنوي الطبيعي، الأمر الذي سيهدد مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية إضافة إلى تصحرها. ويجده الكثير من الخبراء تهديدا للأمن القومي العراقي، ما دفع بغداد إلى طلب إجراء مباحثات مع انقرة لحسم ملف المياه من المقرر ان تبدأ الشهر المقبل.