موقع isci // متابعات
كشف رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي، اليوم السبت، عن تفاصيل تتعلق بدور قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في دعم المعارضة العراقية لنظام صدام حسين قبل 2003، ووضعه لاحقاً خطط الدفاع عن بغداد أمام تقدم تنظيم “داعش” الإرهابي عام 2014.
وقال عبد المهدي في مقابلة مع الإعلام الإيراني وتابعه موقع (isci) إن “الشهيد سليماني كان مسؤولاً عن ملف العراق عندما كنا في إيران في فترة المعارضة وكانت لنا اجتماعات فردية أو جماعية معه برفقة الشهيد محمد باقر الحكيم رحمة الله عليه، وبعد ذلك، ازدادت أهمية اللقاءات تدريجياً، وهو ما حدد مستقبل الوضع في عراق ما بعد صدام وكيفية التعامل مع تحديات النظام السياسية والاجتماعية وأنماط الحكم المستقبلي في العراق”.
وأضاف أن “سليماني كان حاضرا دائما في طهران وبغداد وكان لديه قدرة كبيرة للاستيعاب .. أولاً، يستمع إلى رأي الزعماء العراقيين ثم يطرح نهجه الخاص في مواضيع مثل مسألة الفيدرالية في العراق او الاختلافات الدينية والعرقية. ويناقش الخطط الأمنية في المنطقة ودور المعارضين الإسلاميين والقوميين العراقيين على كافة المستويات”.
وتابع عبد المهدي “إذا كانت هناك اجتماعات أمنية فإنه (سليماني) يدعو الإخوة في فيلق بدر ويشرح لهم الوضع ويحدد آراء الجهات الأخرى المحلية والأجنبية ويصف لهم الوضع بعد سقوط صدام”.
وأشار إلى أنه “كان هناك اتفاق بيننا نحن المعارضين العراقيين والسلطات الإيرانية وعلى رأسها المرشد الأعلى للثورة، على دعم الجانب العراقي في القضايا المشتركة، لكننا لن نتدخل في الشأن العراقي في حالات الخلاف. لدينا رأينا الخاص، ولكن لا نتدخل. علاقاتنا مع إيران كانت أخوية”.
ولفت إلى أن “ما يظهر في وسائل الإعلام الأجنبية عن تدخل ايراني سلبي هو خطأ. وفي اللقاءات التي يدافع فيها الجانبان الإيراني والعراقي بقوة عن مواقف بلديهما، كان الشهيد سليماني يدافع عن الصواب ولو كان يتعارض مع نهج الجانب الإيراني والعكس صحيح. لقد كان سليماني حقا أخا”.
“المعركة مع داعش”
وعن أحداث 2014، قال عادل عبد المهدي إن “التهديد لم يكن موجها إلى أربيل فحسب، بل كان الهدف الرئيسي هو بغداد. وكان تنظيم داعش قد وصل إلى محيط بغداد. وكانت أربيل أيضاً تحت التهديد، لكن الخطر الرئيسي كان يكمن في بغداد. وصل الشهيد سليماني على الفور إلى العراق. وكان لي لقاءات كثيرة معه. وكان قد أحضر معه الخرائط. التقيت بالشهيد سليماني في أربيل برفقة الشيخ محمد تقي المولى قبل أن يذهب إلى تلعفر. كما كان حاضراً الشهيد أبو مهدي المهندس”.
وأضاف “بعد عودته من أربيل، قال الشهيد سليماني إن تلعفر سقطت حتى عندما أقلعت مروحيتينا، كانت تتعرض لإطلاق النار. ثم عقدنا اجتماعاً تشاورياً مع القادة الأكراد.وفي بغداد بين بخرائطه أولويات ونقاط الضعف في دفاع بغداد وكيفية تحصينه. وأعتقد أنه في تلك اللحظة لم يكن هناك قائد عراقي لديه صورة شاملة عن هذه المعركة. كان لديه صورة كاملة لمناطق القتال”.
وتابع أن “السبب هو أن انهيار نظام الأمن الدفاعي في الموصل أظهر مدى سوء الوضع. وكان الحشد هو القوة التي أوقفت تقدم داعش ودفعته إلى الخلف. وكان الشهيد سليماني قد نشر الخرائط على طاولات كبيرة وكان يشرح، وكان لديه تنسيق الوحدات وأولوية الجبهات وكيفية التقدم”، مضيفاً أن “سليماني والمهندس كانا روحًا واحدة في جسدين. وكانت تربطهما علاقات وثيقة منذ ايام المعارضة في العراق. وكان لهم دور مهم في مراحل إدارة الحكومة وصياغة الدستور ومحاربة تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى، ومواجهة التهديدات وتوحيد القوات العراقية”.
“جسر السلاح الإيراني”
وأشار عبد المهدي إلى أنه “في عام 2014 فصاعداً، أصبح الحشد، الذي أصبح جزءاً مهماً من القوات العسكرية العراقية، تحت قيادة الشهيد أبو مهدي، كما استجاب الشهيد سليماني لجميع المطالب بسرعة. وفي الأيام الأولى عندما كانت بغداد على وشك السقوط، قام بفتح جسر جوي لنقل السلاح الايراني للعراق”.
وتابع “في غضون ساعات قليلة بدأ النقل فعلا. لا أحد يستطيع أن يفعل ذلك. أولا وقبل كل شيء، هذا يتطلب أوامر وقرارات من الحكومات الأخرى. ثم نحتاج إلى الآليات ومن ثم موافقة الحكومتين. دعني أقول أنه كان لديه كل المفاتيح في يديه. كان لديه مفاتيح جميع المستودعات”.
وأردف أن “الأمر لم يتطلب موافقة البرلمان والحكومة ووزارة الدفاع. لأنه كان قائد فيلق القدس. وبعد وصول الطائرات وهبوطها وتفريغ حمولتها ثم توزيعها على قوات الحشد وغيرها، خلال ساعات قليلة فقط، تم توفير الأسلحة اللازمة لمحاربة داعش. الآن نسي الجميع هذه التفاصيل. يجب عليهم أن يذهبوا ويقرأوا الصحف في تلك الأيام ليتذكروا الوضع الخطير الذي كان سائدًا”.
وأضاف أن سليماني “كان يتعامل مع القادة العراقيين في منتهى التواضع والمعرفة والصداقة. وبعد أن يعرض مواقف الآخرين يقول كلمة أو كلمتين ويقول: أنا في خدمتكم. وكان يتمتع بعلاقات وثيقة للغاية مع قادة الجيش والشرطة وقوات مكافحة الإرهاب والعشائر والبشمركة. ويتعامل بتواضع وبدون أي كبرياء أو غطرسة، كان يتصرف بمنتهى الاحترام والتواضع. فهو يوقظ العقل قبل القلب”.