موقع isci//
أنتهت اليوم الأحد المهلة التي حددتها مجموعة الإيكواس للانقلابيين في النيجر حيث خيرت الحكام الجدد بين التراجع عن خطوتهم أم مواجهة هجوم عسكري محتمل وسط ترقب الشارع عما يحدث بعد انتهاء المهلة المحددة وإلى أي وجهة يولون.
ساد الهدوء عاصمة النيجر، اليوم الأحد، وبدا أن المواطنين لا يعيرون اهتماما كبيرا لتهديد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) بالتدخل العسكري عندما تنتهي المهلة التي منحتها لقادة الانقلاب لإعادة الرئيس إلى منصبه.
هز استيلاء الجيش على السلطة في النيجر منطقة الساحل الإفريقي، وهو سابع انقلاب تشهده منطقة غرب ووسط إفريقيا خلال ثلاث سنوات.
ونظم نحو مئة شخص اعتصاما بالقرب من قاعدة جوية في نيامي وتعهدوا بالمقاومة إذا لزم الأمر لدعم الإدارة العسكرية الجديدة، لكن دون اللجوء للعنف.
واتفق كبار مسؤولي الدفاع في دول إيكواس في 30 يوليو على اتخاذ إجراء عسكري، بما في ذلك تحديد موعد ومكان التدخل، إذا لم يتم الإفراج عن رئيس النيجر المحتجز محمد بازوم وإعادته إلى منصبه بحلول اليوم الأحد.
ولم ترد إيكواس على طلب للتعليق حول خطواتها التالية أو موعد انتهاء المهلة اليوم الأحد على وجه الدقة. وقال متحدث إن المجموعة ستصدر بيانا في نهاية اليوم.
وفيما يتعلق بالاعتصام، قاد المنظمون هتافات “تحيا النيجر”، وبدا أن الكثير من المشاعر معادية لإيكواس وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة التي قالت أمس إنها ستدعم جهود إحباط الانقلاب دون تحديد ما إذا كان ذلك يتضمن المساعدة العسكرية.
وذكر مراسل صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في نيامي أن المواطنين وجدوا أنفسهم أمام 3 خيارات بالتزامن مع انتهاء مهلة إيكواس.
وأضاف أن عددا من النيجريين استعدوا اليوم الأحد سواء بتخزين المواد الغذائية أو الفرار من العاصمة بواسطة الحافلات أو البقاء في نيامي لدعم قادة الانقلاب.
ونقل عن المواطن أسمانا رشيدو (33 عاما)، وهو أب لستة أطفال، قوله إنه قام بشراء الحليب المجفف وعلب الأرز لتخزينها خوفا من اندلاع صراع في البلاد.
وأضاف: “إذا تدخلت إيكواس عسكريا، فسوف ينتهي الأمر بالنسبة لنا جميعا، وليس فقط للجيش”.
وقال المتقاعد أمادو أدامو: “لقد فهم شعب النيجر أن هؤلاء الإمبرياليين يريدون زوالنا. وإن شاء الله، ستكون المعاناة مننصيبهم”.
وتضمنت برامج تلفزيونية جرى بثها اليوم مناقشة حول مائدة مستديرة بهدف حشد التضامن في مواجهة عقوبات إيكواس التي تلوح في الأفق والتي أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية.
من جهتها، ذكرت ربة منزل (59 عاما) بينما كانت تقف في شارع شبه خال في العاصمة نيامي صباح اليوم الأحد: “لست قلقة لأنني أعلم أن أي تدخل عسكري من إيكواس في النيجر سيكون خسارة لهذه المجموعة. إنه ليس في مصلحة زعمائها”.
وأثار تعهد إيكواس بالتدخل العسكري مخاوف من تفجر مزيد من الصراع في منطقة تواجه بالفعل تمردا إرهابيا أدى لمقتل الآلاف وأجبر الملايين على الفرار.
ومن الممكن أن يؤدي دعم قادة انقلابين مماثلين في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين لأقرانهم في النيجر إلى تقويض الرد الإقليمي وقال البلدان إنهما سيهبان للدفاع عن النيجر.
وقال رئيس وزراء النيجر حمودو محمدو إن الحكومة المعزولة لاتزال تعتقد بإمكانية التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة.
كما ذكرت الحكومة الإيطالية، اليوم الأحد، أنها قلصت عدد قواتها في النيجر لتوفير مكان في قاعدتها العسكرية هناك لمدنيين قد يحتاجون إلى الحماية في ظل وضع أمني هش.
وأنتهت اليوم الأحد المهلة التي حددتها مجموعة الإيكواس للانقلابيين في النيجر حيث خيرت الحكام الجدد بين التراجع عن خطوتهم أم مواجهة هجوم عسكري محتمل. وأكدت الخارجية الفرنسية دعمها لجهود ‘إيكواس’ لدحر محاولة الانقلاب، فيما رفضت كل من مالي وبوركينافاسو وتشاد الحل العسكري.
اقتربت مهلة السبعة أيام التي أعطاها قادة دول غرب أفريقيا ‘إيكواس’ للجيش في النيجر لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه من نهايتها. حيث كانت إيكواس، قد خيرت المجلس العسكري، بين إعادة النظام الدستوري للبلاد أو مواجهة الاستخدام المحتمل للقوة.
وقد فرضت عقوبات بالفعل على قادة الانقلاب العسكري وقطعت إمدادات الكهرباء من نيجيريا المجاورة إضافة إلى إغلاق الحدود. كما شهدت النيجر في الايام الماضية تظاهرات داعمة للانقلابيين في مختلف أنحاء البلاد، رفع خلالها العلمان النيجري والروسي كما صعد المجلس العسكري في النيجر من خطابه ضد الغرب وإيكواس، معلنا قطع العلاقات الدبلوماسية مع نيجيريا وتوغو والولايات المتحدة وفرنسا ولم تؤت جهود الوساطة التي تقوم بها الإيكواس ثمارها.
فقد عاد وفد أرسل إلى النيجر الخميس خلال ساعات قليلة دون تحقيق شيء يذكر على ما يبدو. وبعد ثلاثة أيام من الاجتماعات المتواصلة في العاصمة النيجيرية أبوجا، قال المسؤولون العسكريون في مجموعة إيكواس إنهم وضعوا خطة مفصلة للتدخل العسكري أمام قادة المجموعة لدراستها. وبينما تقول نيجيريا وساحل العاج والسنغال وبنين جميعها إنها مستعدة لإرسال قوات إلى النيجر في حال قررت إكواس القيام بذلك، رفضت كل من تشاد ومالي وبوركينافاسو اي تدخل عسكري فيما دعت الجزائر، والصين وروسيا إلى ضبط النفس والاستمرار في استخدام الحوار لتهدئة التوتر.
ويرى مراقبون، أنه من أجل تهدئة الأمور وإيجاد حل وسط، قد يتفق المجلس العسكري وإيكواس على جدول زمني للعودة إلى الحكم الديمقراطي. وقد يتضمن هذا الاتفاق إطلاق سراح الرئيس بازوم إضافة إلى المعتقلين السياسيين الآخرين، من أجل الحفاظ على استمرار المحادثات وربما لشراء المزيد من الوقت.