كتبه// سعيد البدري
اليزابيث تسوركوف الاسم الذي شغل الرأي العام المحلي والعربي العالمي فور اعلان مكتب نتنياهو خبر اختفائها في العراق ، و يبدو من هذا الاهتمام انها شخصية كبيرة و ذات مشروع يمكن وصفه بالهام لمن يعلنون انهم يريدون الوصول اليها ومعرفة مصيرها ، فربما ان تقييمهم للوضع بأنه لا يحتمل التجاهل والسكوت والتأجيل بعد سكوتهم لفترة ليست بالقصيرة من تاريخ اختفائها ، وقد يعكس هذا الاهتمام اسرارا يحاول الكيان الاسرائيلي اخفائها فربما تكون اليزابيث حاملة لاسرار وتفاصيل ترتبط بالوضع الاقليمي وما يرتبط بوجودها في المنطقة و العراق تحديدا الذي قضت فيه فترة زمنية طويلة نسبيا وكونت علاقات باتجاهات مختلفة ..
شخصية تسوركوف التي تحمل الجنسية الاسرائيلية والروسية وايضا كونها مجندة سابقة في جيش الاحتلال الإسرائيلي والتي طالما تباهت عبر حساباتها بمشاركتها في حروب عدة ومنها حرب تموز عام 2006 ضد حزب الله، كما ان اعلانها على الدوام حربها و مواجهتها ( لأعداء إسرائيل ) عبر تصريحات وتحليلات ومنشورات عبر وسائل التواصل يضاف لذلك ارتباطاتها الوثيقة بمعاهد ومؤسسات اميركية بحثية ذات توجهات ستراتيجية ممولة من قبل جهات حكومية صهيونية و رجال اعمال وسياسة يهود امريكيين يعملون لخدمة الصهيونية بوصفهم جماعات ضغط على قرار البيت الابيض ، بعد كل ذلك من المضحك يصدق المتلقي ببراءتها وفق ما يصفها المدعين بكونها باحثة وديعة وعصفورة سلام و ليس لديها ما تخفيه لان مهامها البحثية وبايفاد من معاهد ذات اختصاص و مرتبط ببعض التفاصيل التي تخص الوضع العراقي ؟؟
تتنقل هذه المرأة الخطيرة بجواز سفر روسي وتزور بلدانا عربية تحت غطاء ممارسة العمل البحثي والحقوقي ومن بين البلدان التي دخلتها العراق وبعض المناطق التي تسيطر عليها قسد والجماعات المسلحة السورية وهي تتحدث بلغات عدة وتسوق نفسها بعنوانها خبيرة روسية مختصة بشؤون الشرق الأوسط ، ولعلها لم تخف ميولها عبر مهاجمتها الفصائل وجماعات المقاومة الفلسطينية وحزب الله وإيران وسوريا وبعض الجهات العراقية ، ولديها حسب المعلومات المتداولة علاقات بصحفيين اتراك و لبنانيين و عراقيين و بعض الشخصيات الكردية في كردستان العراق ..
اليزابيث تسوركوف، عملت على إعداد أبحاث ميدانية في العراق وسوريا وفلسطين ، خلال السنوات الماضية، لمصلحة معهد أبحاث السياسة الخارجية في أميركا، ومنتدى التفكير الإقليمي وهو مركز أبحاث إسرائيلي مقرّه القدس ..
من هنا وبناءا على ما تسرب من معلومات يمكن ان نستنتج بعيدا عن المواقف السياسية الرسمية و غير الرسمية طبيعة تلك المهام التي كانت تقوم بها هذه المرأة والتي تؤكد ردود الافعال والمعطيات والتسريبات انها صندوق اسرار وتخفي اكثر مما تظهر وتعلن وكما
يبدو واضحاً أن مهام إليزابيث تتخطى حدود الباحثة لتتجاوز مرتبة الجاسوسية والعمل مع بعض مدعي التطبيع على مشروع معاد للعراق ، وهو ما ينبغي عدم الشك به مطلقا وستكشف الايام الغاز هذا التواجد الاستخباري بعد تسليم تسوركوف التي تعتبر اليوم بمثابة الصندوق الاسود المفقود ..