تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » posts » المجلس الاعلى في ذكرى أستشهاده .. الشهيد الصدر مثّل امتداداً واضحاً لدور المرجعية العليا ومشروعاً إسلامياً شاملاً

المجلس الاعلى في ذكرى أستشهاده .. الشهيد الصدر مثّل امتداداً واضحاً لدور المرجعية العليا ومشروعاً إسلامياً شاملاً

  • بواسطة

موقع isci/

اكد المجلس الاعلى الاسلامي العراقي اليوم الاحد ان” الشهيد محمد باقر الصدر مثّل  امتداداً واضحاً لدور المرجعية الدينية التي كان لها عبر المراحل المختلفة والظروف والتحديات المتنوعة الدور الأبرز في متابعة وتغيير المفاصل الحساسة من تاريخ العراق وشؤون الأمة .

وقال المجلس الاعلى في بيان” تمر علينا الذكرى الثالثة والأربعون لاستشهاد مفجر الثورة الإسلامية في العراق آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر، وأخته المفكرة العلوية بنت الهدى (رض)، حيث أقدم الطاغية المقبور على إعدامهم في التاسع من نيسان عام 1980.

ادناه نص البيان :

بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

تمر علينا الذكرى الثالثة والأربعون لاستشهاد مفجر الثورة الإسلامية في العراق آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر، وأخته المفكرة العلوية بنت الهدى (رض)، حيث أقدم الطاغية المقبور على إعدامهم في التاسع من نيسان عام 1980. بعد ان استشعر الخطر الكبير من تنامي تأثير الشهيد محمد باقر الصدر في الأوساط الشعبية والتفاف مختلف أبناء الشعب العراقي وخصوصاً الشباب منهم من طلبة المدارس والمعاهد الجامعات، وأبناء العشائر. مستضيئين بفكره الإسلامي الأصيل ومستلهمين من رعايته الأبوية ومواقفه الشجاعة في احتضان هموم الشعب العراقي وبذل وسعه من اجل الدفاع عن هويتهم وكرامتهم بمختلف أديانهم وطوائفهم وقومياتهم.
لقد مثّل الشهيد محمد باقر الصدر امتداداً واضحاً لدور المرجعية الدينية التي كان لها عبر المراحل المختلفة والظروف والتحديات المتنوعة الدور الأبرز في متابعة وتغيير المفاصل الحساسة من تاريخ العراق وشؤون الأمة، فكان مشروعاً إسلامياً شاملاً استطاع ان يؤصل لكثير من المفاهيم الإسلامية ويجعل منها قواعد عمل للحركة الإسلامية داعياً الى حماية الشعب العراقي وتحصين هويته الإسلامية وتوفير الحياة الكريمة له بخلاصه من الكابوس البعثي الجاثم على صدره ومنحه حريته في الإرادة والاختيار.
كذلك كانت العلوية الطاهرة آمنة الصدر في مسيرتها الموازية لمسيرة أخيها المرجع الكبير في التأثير والرعاية للنساء، فكانت رائدةً في زمانها إذ قامت بجولات اجتماعية عديدة وتنقلت بين المحافظات لتلتقي بالأسر العراقية مهتمة ببث الوعي والتربية وبناء الشخصية النسوية الزينبية.
كان العراق آن ذاك يعيش أجواء مضطربة وظروف حرجة؛ فالحكم البعثي الجائر ضيّق الخناق على العلماء والمؤمنين وأدخل الشعب العراقي في سجن كبير، فلجأ الى إعدام شهيدنا الصدر لتخلو له الساحة ويجرد الشعب العراقي من قيادته الرشيدة ويُضعف إرادته وحماسته التي رعاها ونمّاها القائد الصدر.
اليوم وبعد ثلاثة وأربعين سنة على الذكرى الأليمة فنحن في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي بذات الحرص والمسؤولية في حفظ وجود الشهيد الصدر وتأثيره، وإحياء المناسبة الخالدة التي تجمع العراقيين جميعاً، الذين ناداهم شهيدنا السعيد بقوله: ((أؤكّد لك يا شعب آبائي وأجدادي أنّي معَكَ وفي أعماقك، ولن أتخلّى عنك في محنتك وسأبذل آخر قطرة من دمي في سبيل الله من أجلك… وإنّي منذ عرفت وجودي ومسؤوليّتي في هذه الأمّة بذلت هذا الوجود من أجل الشيعي والسّني على السّواء، ومن أجل العربيّ والكرديّ على السواء))
فهي مناسبة وطنية تزيد من تلاحم أبناء الشعب العراقي وتُضيف قوة الى قوتهم، وتعطيهم المناعة من أي مخاطر يراد تصديرها او جرها اليهم. فهي مناسبة تحفظ وحدتنا وتماسكنا وتعزز من شعور الفخر بالانتماء الى هذه الشخصية الاسلامية الوطنية الاصيلة.
ومما يزيد من أهمية هذه المناسبة ويعزز من مكانتها العراقية الوطنية أنها تزامنت مع موعد انهيار وزوال الحكم البعثي الجائر الذي تسبب بالدمار والخراب للعراق، وسقوط صنم الطاغية الذي حاصر الشهيد الصدر واصدر قرار اعدامه، ليكون التاسع من نيسان عهداً مدّخراً ووعداً مضموناً في غيب الله تعالى يجسد وعده الحتمي بالقصاص من الظالمين والانتقام من المجرمين ولو بعد حين. فكانت نهاية المجرم صدام في يوم إعدام المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (رض).
إننا نجدد دعوتنا الى الحكومة العراقية ومجلس النواب العراقي بأن تكون هذه المناسبة يوماً وطنياً رسمياً يُحتفى به وبرمزيته؛ مناراً خالداً يُجسد يوم انتصار الشهيد على الطاغية. يوماً يجمع العراقيين كما جمعهم قلب الشهيد الصدر. ولتعمَّ من خلاله روح الانتصار في شعبنا وحكومتنا فتتجسد فينا جميعا روح النجاح والبناء وتحقيق الانجاز ليكون العراق مقتدراً وسيداً يليق بصبر العراقيين وكرمهم وتضحياتهم. (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ) صدق الله العلي العظيم
المجلس الاعلى الاسلامي العراقي
8 نيسان 2023
17 شهر رمضان 1444