دولي //
يرى مراقبون أن الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، تخوض حربًا مع روسيا عبر أوكرانيا.
لا تزال الحرب في أوكرانيا مستمرة، والدول الغربية تصب الزیت علی نیرانها يومًا بعد يوم عن طریق إرسال أسلحة متطورة إلى أوكرانيا.
فلسائل أن یسئل كيف يقرأ تدفق الاسلحة الغربية لأوكرانيا لاستمرار الحرب بدلاً من ايقافها ولماذا تغيب المقترحات والحلول الجدية لوقف الحرب واقتصار مسؤوليتها على روسيا؟
في جواب هذه الأسئلة لابد أن نقول بأنه ليس السلطات الأوكرانية من تقود الحرب، ولكن سلطات الغرب وحلف شمال الأطلسي هي من تقود الحرب مع روسيا، وفي الوقت نفسه، تقوم السلطات الأوكرانية بتنفيذ أوامر الغرب.
لا يوجد يوم لا تشدد فيه السلطات الغربية على تجهيز أوكرانيا بطرق مختلفة، من إرسال أسلحة متطورة إلى تدريب الجنود الأوكرانيين ، حتى على أراضي الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.
لا يتحدث المسؤولون الغربيون أبدًا عن التفاوض على إنهاء الحرب، لكنهم يؤكدون علی التخطيط لتقديم المزيد من المساعدة لأوكرانيا من أجل مواصلة الحرب في المستقبل.
وزير الدفاع الأمريكي هو الذي يؤكد الیوم في مؤتمر صحفي في الفلبين: “نحن نركز على نقل القدرات التي تحتاجها (القوات الأوكرانية) إلى كييف، لتكون فعالة في الهجوم المضاد القادم المتوقع في الربيع المقبل”.
وشدد على أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها، لضمان تمتع القوات الأوكرانية بالقدرات التي تحتاجها “في الوقت الحالي”، للعمل بفعالية في ساحة المعركة، حیث آکد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بأن المساعدات الأوروبية لأوكرانيا بلغت 50 مليار يورو منذ بداية الحرب.
وخلافا لما سمعنا سابقا بأن الولايات المتحدة تسير على خطى المانيا، لا لتزويد أوكرانيا بمقاتلات من طراز إف 16 التي طلبها الرئيس فولودمير زيلينسكي ورفض جاء على لسان الرئيس الأميركي “جو بايدن” ردا على سؤال لصحافيين في البيت الابيض بهذا الشأن، نشاهد الآن بأن صحيفة “بوليتيكو” تنقل عن مصادر لها، أن مجموعة من ممثلي وزارة الدفاع الأمريكية تقوم بحملة خفية داخل البنتاغون، لإقناع القيادة بتسليم أوكرانيا مقاتلات من طراز “إف-16”.
ونوهت الصحيفة بأن “النقاش داخل وزارة الدفاع الأمريكية حول التوريد المحتمل لهذه المقاتلات، اكتسب زخما لأن أوكرانيا تستعد لتنفيذ هجوم الربيع لاستعادة أراض فقدتها”.
ويرى المراقبون أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول عبر حزمة المساعدات العسكرية الجديدة لأوكرانيا، تحقيق عدة أهداف، أبرزها المحافظة على مستوى معيّن من التوازن بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية لاستمرار الحرب.
وأوضح المراقبون، أن الأمر الثاني هو أن أمريكا تريد دوماً أن تجبر الأوروبيين على أن يكونوا جزءاً من خارطة الصراع، لذلك هناك ضغط كبير على المانيا لكي ترسل دباباتها، والهدف من کل هذا هو إستمرار إنخراط أوروبا في هذا الصراع.