تقارير //
أكد البيان الختامي للقمة العربية الصينية التي انعقدت في الرياض حرص الدول المشاركة على تعزيز الشراكة الاستراتيجية فيما بينها، ومركزية القضية الفلسطينية، وبطلان الممارسات الصهيونية الرامية إلى تغيير الوضع القائم في القدس والتزام مبادئ الأمم المتحدة باحترام سيادة الدول، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها.
وأشار البيان إلى أن القمة جاءت “انطلاقًا من الرغبة المشتركة في الارتقاء بعلاقات الشراكة الاستراتيجية العربية الصينية إلى آفاق أرحب، والدفع بالتعاون القائم بيننا نحو مستوى أعلى من التقدم، بما يخدم مصالحنا المشتركة”.
واعتبر أن القمة تأتي تعزيزًا للجهود التنموية للتعاطي مع تحديات العصر الجديد، وتسهم في تحقيق التطلعات المشتركة، وضمان مستقبل الأجيال الصاعدة، وأيضًا إيمانًا بأن الاستقرار والازدهار صنوان لا يفترقان فلا سلام حقيقيًا دون تنمية مستدامة، ولا تنمية وازدهار دون أمن وسلام واستقرار”.
وأشار البيان إلى أنه استند إلى مشاورات رفيعة المستوى أجريت خلال القمة، وأسفرت عن تأكيد الحرص المشترك على تعزيز الشراكة الاستراتيجية والتضامن والتعاون بين الدول العربية والصين، ودعم تعزيز السلام والتنمية في المنطقة، والحفاظ على العدل والإنصاف الدوليين والمساهمة في إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، والعمل على تعميق التعاون العربي الصيني بمختلف المجالات عبر الآليات القائمة في إطار منتدى التعاون.
كما أكد البيان الاحترام المتبادل لسيادة الدول ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في العلاقات الدولية، واحترام مبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ودعم صيانة النظام الدولي القائم على أساس القانون الدولي، والعمل متعدد الأطراف، وتعزيز مبادئ التعاون والتضامن والعدالة والإنصاف في العلاقات الدولية، والحفاظ على مصالح الدول النامية والدفاع عن حقوقها.
كذلك أكد “دعم إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”، وعدم شرعية المستوطنات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة، وبطلان الممارسات الرامية لتغيير الوضع القائم بالقدس ومكانتها التاريخية والقانونية، ضرورة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة باللاجئين وحماية المدنيين الفلسطينيين، الدعوة لمؤتمر دولي للسلام بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وتأثير أكبر. ودعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وأكد أيضًا أهمية التمسك بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام وتسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، والاتفاق على العمل بكل الجهود على بناء المجتمع العربي الصيني للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.
وشدد البيان الختامي على التزام الدول العربية الثابت بمبدأ الصين الواحدة، ودعم جهود الصين في الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها، وأن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية ورفض استقلالها بكافة أشكاله، ودعم الموقف الصيني في ملف هونغ كونغ وصيانة الأمن القومي وتنمية الديمقراطية.
كما أكد العمل لإيجاد حلول سياسية للأزمات والقضايا الإقليمية خاصة في سوريا وليبيا واليمن مع الحفاظ على وحدة وسيادة وسلامة أراضيها، ورفض التدخلات الأجنبية في هذه الدول ومواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة على أراضيها، ودعم جهود لبنان والصومال والسودان لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار ومكافحة الإرهاب.
كذلك أكد دعم الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة الأوكرانية واستعادة الأمن والسلام، وتكريس قيم السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، واحترام حق الشعوب في اختيار طرق لتطوير الديمقراطية والنظم الاجتماعية والسياسية، ورفض التدخل في شؤون الدول الداخلية بذريعة الحفاظ على الديمقراطية.
وأكد البيان على رفض تسييس قضايا حقوق الإنسان واستخدامها كأداة لممارسة الضغوط على الدول والتدخل في شؤونها الداخلية، ودعم جهود منع انتشار الأسلحة النووية، وأسلحة الدمار الشامل الأخرى وأهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من هذه الأسلحة.
وشدد البيان الختامي على تعزيز جهود مكافحة الإرهاب، وإدانته بجميع أشكاله وصوره ودوافعه، وعدم ربطه بأي عرق أو دين أو جنسية أو حضارة، واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه ورفض المعايير المزدوجة في مكافحته.
وأكد أيضًا على تعزيز الحوار بين الحضارات واحترام الثقافات المختلفة، ونبذ دعاوى الكراهية والتطرف وصراع الحضارات بين أتباع الأديان والثقافات، ومعارضة الإسلاموفوبيا بكل أشكالها.