اقليمي //
اكد وزير الخارجية الإيراني،”حسين أميرعبداللهیان”، انه لن يحصل انقلاب او ثورة ملونة في ايران، ولن يكون هناك تغيير لنظام الجمهوية الاسلامية.
وقال عبداللهيان في مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية ( NPR) ، حول الاحتجاجات واعمال الشغب الأخيرة في إيران : هناك احتجاجات والناس يطرحون قضاياهم سلمياً. ولكن الآن يتم توجيه وقيادة معظم أولئك الموجودين في الشوارع بواسطة قنوات منظمة.
وأوضح: إذا كانت التظاهرات سلمية فبإمكانهم التجمع بحرية ولن تستخدم القوة” ولكن إذا أشعلوا النار في سيارة إسعاف أو سرقوا الأموال من البنوك ، فلن يكون أمام الشرطة خيار سوى الرد بشكل متناسب على ذلك ، فماذا فعلتم عندما حاول اشخاص السيطرة على الكونجرس؟ ألم تقطع وصول الرئيس إلى تويتر؟ هل كان هذا عملاً ديمقراطياً أم فعلتموه لأسباب تتعلق بالأمن القومي؟
ورداً على سؤال حول وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني اوضح إن ظروف وفاة أميني “جعلتنا نحزن للغاية”، لافتا الى ان هناك حوادث مماثلة في جميع أنحاء العالم وفي الولايات المتحدة أو بريطانيا.
وتابع قائلا: منذ وقوع الحادث، تابع الرئيس ابراهيم رئيسي الموضوع بعناية وتحدث مع عائلة السيدة أميني والنظام القضائي يتابع هذه القضية بجدية.
وأوضح: احتج الشعب الإيراني بسبب صفاء مشاعره بشكل سلمي وعبر عن مطالبه في الساعات الأولى من الحادث لكن الموضوع انتهى والجميع ينتظر قرار السلطة القضائية.
وألقى امیر عبداللهیان باللوم على عناصر خارجية وبعض وسائل الاعلام مثل القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية بسبب تحريضهم الشعب الايراني على النزول إلى الشوارع واللجوء إلى العنف قائلا: فوجئنا بتدخل بعض المسؤولين الأمريكيين في هذه القضیة.
- دور القنوات الفضائیة المناوئة لایران في الاضطرابات الاخيرة
وتسائل وزير الخارجية: لماذا القنوات الفضائية التي تدار من لندن أو بعض المسؤولين الأمريكيين تتفوه بكلمات استفزازية وتتدخل في هذا الموضوع، وتشجع الشعب علانية على إثارة الشغب وإشعال النار والقيام بالقتل، مؤکدا :دعوا السلطة القضائية تعلن قرارها.
وقال: هناك متظاهرون بالطبع وهم يعبرون عما يطالبون بطريقة سلمية لكن هناك قنوات منظمة تعمل وراء خلق حالة من انعدام الأمن وإخلال بالأمن العام، لافتا لى ان زمرة المنافقین الإرهابیة التي تلطخت ايداها بدماء 17 الف مواطن ايراني بريء، تحرضها أمريكا وبعض الدول الأوروبية وترسل عناصرها إلى داخل إيران.
- هناك فرق بين الاحتجاج وأعمال الشغب
وأكد امير عبد اللهيان: لن يحصل انقلاب او ثورة ملونة في ايران، ولن يكون هناك تغيير لنظام الجمهوية الاسلامية لان الشعب الإيراني یتحلی بالیقظة وهناك فرق بين الاحتجاج والاضطراب وأعمال الشغب ونحن في إيران نسمع مطالب الشعب، لكننا نتصرف وفقًا لقوانيننا مع من مثيري الشغب.
لدينا ديمقراطية كاملة
وردا على سؤال آخر للمراسل الأمريكي حول بعض المطالبات بتغيير قواعد الزي النسائي في ايران قال امير عبد اللهيان: جميع الدول لديها أطر وقوانين وأنظمة وقيم ولدينا ديمقراطية كاملة في بلدنا، لافتا الى ان الطروف الحالية تثبت وجود الديمقراطية في بلادنا.
- الشرطة تتعامل بحزم مع مثيري الشغب
وردا على سؤال آخر حول بعض مقاطع الفيديو المنتشرة حول تعامل الشرطة مع المتظاهرين، قال وزير الخارجية: يمكن التعبير عن المطالب بحرية وسلمية في إطار قوانین البلاد لكن الشرطة ستتعامل بحزم مع اشخاص يريدون احراق سيارات الإسعاف ويقومون بسرقة البنوك..متسائلا ماذا فعلتم عندما اقتحم الامريكيون الكونغرس؟
وتابع: أن جهازكم الأمني حجب الحساب الخاص بالرئيس (السابق) دونالد ترامب علی تویتر هل كان هذا التصرف نابعا من الديمقراطية أم لأجل الحفاظ على الأمن القومي.
- الشعب الإيراني يتمتع بحرية التعبير
وردا على سؤال حول سبب انقطاع الإنترنت في الأيام الأخيرة، قال: علينا الحفاظ على الأمن والهدوء في جميع أنحاء البلاد، وفعل كل ما يساعد على استتاب الأمن، مؤكدا أن شعبنا یتمتع بحرية الرأي والتعبير، وتنظيم التجمعات في إطار القانون. مشيرا الى ان نفس الشيء حدث لرجل أسود وبصورة مروعة من قبل الشرطة الأمريكية.
وتسائل امیر عبداللهیان : لماذا تروج بعض الدول الغربية لتغيير النظام في إيران، قائلا: أن قناة فضائية تبث باللغة الفارسية من لندن تدعو الشعب الإيراني لإسقاط النظام وهناك عدد من المواقع الموجهة من الغرب تحرض الشعب على صنع المتفجرات.
واضاف: نزل أكثر من 28 مليون إيراني في تجمعا كبير حمل عنوان ’’أمة رسول الله‘‘ إلى الشوارع تندیدا بأعمال الشغب والفوضی، لكن وسائل الإعلام الغربیة لم تتطرق الى هذا التجمع الکبیر للشعب ولم تنتشر صورة واحدة منه، لكنها نشرت صورًا لاشخاص يحرقون البنوك او علب القمامة .
وأضاف: أقترح عليكم الانتظار حتى تتضح نتائج التحقيقات، مؤكدا ان كل شيء تحت السيطرة في إيران ولا داعي للقلق.
وحول أصدار وزارة الخزانة الأمريكية ، ترخيصًا عامًا لتحديد بعض التبادلات المعفاة من الحظر في مجال توفير الإنترنت لإيران قال أمير عبد اللهيان: إذا كانت الولايات المتحدة مهتمة حقًا بالشعب الإيراني ، فيمكنها أن تاخذ بنظر الاعتبار أن آلاف الأطفال قد فقدوا حياتهم بسبب اجراءات الحظر وحظر الادوية التي فرضتها هذه الدولة ورفضت الولايات المتحدة التعاون مع إيران في علاج أطفال مصابين بمرض الفراشة.
وأكد: بدلاً من القلق بشأن وصول الناس إلى الإنترنت ، يجب أن يقلقوا بشأن الأشخاص الذين يموتون كل يوم بسبب عقوباتهم قائلا: رفضت أمريكا إرسال لقاح لإيران وقت انتشار وباء كورونا. وضغطت على البلدان الأخرى حتى لا ترسل لقاحات لايران.
وحول المفاوضات النووية قال أمير عبد اللهيان لـ NPR : بشكل عام ، أجرينا مفاوضات جيدة وناجحة نسبيًا. لقد تبادلنا العديد من الرسائل مع الجانب الأميركي. لقد قطعنا شوطا طويلا.
وأضاف: أين نحن الآن؟ نحن الآن في مرحلة لم يتبق فيها سوى قضيتين على الطاولة ، وهما قضيتان هامتان ومهمتان.
وردا على سؤال آخر حول ما إذا كان من المهم لإيران الحصول على ضمان من الولايات المتحدة بشأن عدم الانسحاب من الاتفاقية ، قال: موضوع الضمان مهم جدًا بالنسبة لنا … يعني أن الجانب الأميركي قد اتخذ خطوات لتقديم مثل هذه الضمانات .. نريد فقط أن تكون هذه الضمانات أكثر اكتمالا.
واضاف أمير عبد اللهيان: نحن نعتبر الدبلوماسية حلاً ونحن جادون في التوصل إلى اتفاق قوي ومستقر. في المواضيع المتبقية ، ارسل الأمريكيون نصًا فيه الكثير من الغموض. أخبرنا منسق الاتحاد الأوروبي أن هذا النص يجب أن يكون واضحًا وقويًا.
واكد : نحن جادون بشأن التوصل الى اتفاق، لكننا لا نعرف إذا كان الجانب الأمريكي لديه الواقعية والشجاعة لاتخاذ القرار، مضيفا: إذا كان لدى الجانب الأمريكي مشاكل داخلية مع الاتفاق النووي، فلدينا أيضًا مشاكل داخلية ، لكننا شاركنا بشجاعة في المفاوضات.
وحول إمكان تبادل الأسرى بين المواطنين المزدوجي الجنسية قال امير عبد اللهيان: لا نرى أي ارتباط، ولا علاقة بين هذه القضية الإنسانية، وهي قضية أسرى وخطة العمل الشاملة المشتركة. لذلك نحن مستعدون كلياً لتبادل الأسرى هذا لأننا نعتقد أنه شيء إنساني. قلنا هذا أيضاً للأميركيين.