تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » posts » بين تل أبيب وجدة.. هل يحقق بايدن مبتغاه؟

بين تل أبيب وجدة.. هل يحقق بايدن مبتغاه؟

يرى خبراء ومراقبون أن فتح المجال الجوي السعودي أمام الكيان الإسرائيلي في أول رحلة جوية مباشرة قام بها الرئيس الاميركي جو بايدن من تل أبيب إلى جدة، بأنها تمهد الطريق أمام تطبيع شامل بين السعودية وكيان الاحتلال.
ويعتبر باحثون سياسيون، تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية “محمود عباس” حول مد يد “سلام الشجعان” لقادة الكيان الصهيوني في لقائه مع الرئيس الاميركي “جو بايدن” بانها اعادة للتاريخ، حيث قالها من قبله رئيس السلطة الفلسطينية الراحل “ياسر عرفات”، مؤكدين ان حديث بايدن حول خيار حل الدولتين لن يتحقق على ارض الواقع؛ لأن “اسرائيل” من الأساس ترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية، وهذا الامر محسوم عند كل رؤساء الاحتلال الاسرائيلي.
وينوه الباحثون السياسيون، الى ان السلام المطروح من قبل السلطة الفلسطينية الى الكيان الصهيوني لن يؤدي الى أي نتيجة؛ لان السلام لا يحصل من طرف واحد، وعلى السلطة الفلسطينية أن تعي وتدرك ما يجري في الضفة الغربية.
ويلفت الباحثون الى ان موقف ادراة بايدن ازاء القضية الفلسطينية، لا يختلف عن الادارات الاميركية السابقة؛ لأن السياسة الاميركية تجاه الاحتلال الاسرائيلي هي سياسة واحدة تنطلق من الدعم المطلق للكيان الصهيوني، مؤكدين أن طلب السلطة الفلسطينية بنقل السفارة الاميركية الى القدس لن يحصل.
ويوضح الباحثون السياسيون، أن زيارة بايدن الى المنطقة، جاءت بعد المتغيرات التي حصلت في حرب أوكرانيا؛ وبعد ما غلبت كل المقاييس فيها، ومآلت عكس ما كانت تطمح اليه اميركا وحلفاؤها الغربيون، حيث قطعت روسيا الغاز والنفط عن اوروبا مما ادى الى هبوط اليورو وأزمة طاقة حادة داخل القارة العجوز.
ويبين هؤلاء الباحثون، أن الهدف الاساسي من زيارة بايدن الى المنطقة هو اعادة ترتيب القوى فيها، لا سيما اعطاء “اسرائيل” دعما امنيا وموقعا استراتيجيا مهما في المنطقة، وكذلك ايجاد منظومة طاقة فيها من اجل تزويد اوروبا بالغاز والنفط، مؤكدين ان اميركا لن تتخلى عن هيمنتها ودورها في المنطقة لانها تعتبرها منصة تضخ لها الطاقة والامن والمال.
وحول فتح الخطوط الجوية الاسرائيلية السعودية، يقول الباحثون السياسيون، إن هذه الخطوة، تأتي في اطار التمهيد، لفتح الحدود والمعابر الأخرى، مما يجعل الكيان الصهيوني، مركزا مهما للصادرات الاسرائيلية الى دول الخليج الفارسي، حيث ستكون تجارة الكيان الصهيوني الخارجية، والسلع المستوردة عبر دول الخليج الفارسي وميناء “حيفا”، مما يجعل هذه الخطوة تعتبر انجازا تاريخيا للكيان الصهيوني.
ويرى الباحثون السياسيون، ان زيارة بايدن الى السعودية ستكون ايجابية ومثمرة، وذلك في مجال تعزيز العلاقات، وانشاء تعاون استراتيجي عسكري، بين دول المنطقة، مثل الاردن، السعودية، قطر والكيان الصهيوني، وكذلك في مجال زيادة انتاج النفط السعودي وامداد اوروبا بالطاقة بدلا عن الطاقة الروسية.

ويشير الباحثون، الى ان الامارات لن تشارك في التعاون الاستراتيجي والعسكري المزعوم؛ باعتباره ضد ايران، وهي تقع على الشاطئ الغربي للخليج الفارسي، وفي حال حصول أي صدام عسكري في المنطقة، ستكون اول المتضررين؛ ولهذا السبب لن تخوض الإمارات أي مغامرة للدخول في تحالف عسكري ضد ايران.
ويبين الباحثون، ان اميركا مثلما تقود حلف الاطلسي في الغرب تريد ان تنشئ حلفا جديدا في المنطقة بقيادة الكيان الصهيوني، مشيرين الى ان الحلف العربي الصهيوني كان موجودا من قبل لكن ما يميز هذا الامر هو الاعلان عنه بشكل رسمي.
ويؤكد الباحثون السياسيون، أن محاولة دمج الكيان الصهيوني بالعالم العربي لن تنجح؛ وطالما هناك كيان مغتصب للاراضي الفلسطينية فلن يكون هناك استقرار وامن وسلام في المنطقة.
بدورهم يقول قياديون في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن زيارة بايدن الى المنطقة وبالتحديد الاراضي المحتلة، جاءت في اطار المنظومة الاستعمارية الاميركية التي تهدف الى دمج الكيان الصهيوني بالمنطقة العربية.
ويؤكد القياديون، أن المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة ثابتون في مواجهة السياسات الاميركية المنحازة والداعمة للكيان الصهيوني.
ويشدد القياديون، على ان المقاومة ستفشل كل المخططات، التي تحاك من قبل الامبريالية الاميركية والصهوينة و الانظمة الرجعية العربية.
ويعتبر القياديون في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المساعدات المالية الاميركية المقدمة للسلطة الفلسطينية، بانها ترويج من اجل حل القضية الفلسطينية بالمال ولا بالنضال.
وحول العلاقات السعودية الاسرائيلية وفتح المجال الجوي بين الجانبين، يقول القياديون ان السعودية دولة مطبعة تحت الطاولة منذ وقت طويل مع الكيان الصهيوني، وفتح المجال الجوي مع الكيان المحتل يأتي في اطار تتويج هذا التطبيع لترى علاقاتهما التطبيعية النور بشكل علني.
ويؤكد القياديون، أن هذا الحلف العربي الصهيوني، مرفوض على كافة مستوياته من قبل الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
ويبين القياديون، ان تشكيل حلف عربي صهيوني في المنطقة من قبل اميركا، يأتي في اطار مواجهة محور المقاومة وشعوب المنطقة ونهب ثرواتها، مؤكدين ان محور المقاومة وشعوب المنطقة لم ولن يستسلموا لمخطط دمج الكيان الصهيوني مع العالم العربي.
ويوضح القياديون أن اميركا تسعى الى فرض هيمنتها وسيطرتها على المنطقة من خلال سياستها الاستعمارية، عبر دعم الاقتصاد الصهيوني، والتبادل التجاري بين اميركا والدول العربية، خاصة بعدما فشل مخططها في اوكرانيا وسوريا.

ويشدد القياديون في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على انه يجب على الشعوب العربية النهوض والعمل على اكبر اصطفاف شعبي، من اجل افشال كل المخططات الصهيو-اميركية في المنطقة.