تخطى إلى المحتوى

الدفاعي : الإمام الخميني لم يكن مجرد فقيه.. بل مفكر ثوري أسّس دولة حديثة برؤية إسلامية

موقع isci//

أكد الدكتور علي فاضل الدفاعي، الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، أن ثورة الإمام الخميني (قده) لم تكن مجرد انتفاضة سياسية لإسقاط نظام الشاه، بل شكلت نهضة شاملة أرست دعائم دولة حديثة تستند إلى الفقه الإسلامي والرؤية القرآنية، ومزجت بين جوهر التشريع الإسلامي وأدوات الدولة العصرية.

وأوضح الدفاعي في لقاء خاص مع وكالة “مهر” الايرانية بمناسبة الذكرى الـ 36 لرحيل روح الله الامام الخميني (قده) أن الإمام استطاع من خلال فكر ولاية الفقيه أن يحافظ على أصالة الشريعة في الحكم، وفي الوقت ذاته تبنى مبادئ حديثة مثل الدستور، الانتخابات، الفصل بين السلطات، والإرادة الشعبية، مضيفاً أن الدولة التي أسسها الإمام “تتنفس برئة إسلامية، وتعتمد على العلم والعلماء، وليست نسخة من العلمانية الغربية”.

وفي حديثه عن الثورة الثقافية التي قادها الإمام الخميني، شدد الدفاعي على أن قائد الثورة رأى في الثقافة بنية وعي حضارية، وليست مجرد إنتاج فني أو أدبي. لذلك، واجه الإمام “الثقافة الاستعمارية الغربية” كأداة خطيرة، وعمل على تأصيل الثقافة الإسلامية، وتشجيع إنتاج معرفة قائمة على القرآن والسنة، وهو ما انعكس بوضوح على السينما والفنون الإيرانية التي نالت لاحقا احتراما عالميا.

وأشار الدفاعي إلى أن الثورة الإسلامية أثارت قلقاً واسعاً في صفوف بعض الأنظمة العربية التي رأت في انتصارها تهديداً مباشراً لشرعيتها، ما أدى إلى شنّ حروب عسكرية، أبرزها حرب النظام السابق على إيران، بدعم خليجي، في محاولة لمنع “انتقال عدوى الثورة”، إلا أن الروح الثورية والثقافية والفكرية للثورة نجحت في تجاوز الحدود الجغرافية، وألهمت حركات إسلامية سنية وشيعية في العالم العربي والإسلامي.

كما لفت إلى أن الإمام الخميني لم يدعو إلى إسقاط الأنظمة العربية بالقوة، بل إلى “إيقاظ الوعي الشعبي والتحرري”، مؤكداً أن الخطاب الوحدوي للإمام ودعوته الدائمة إلى تقارب السنة والشيعة منح الثورة جاذبية عابرة للطائفية، خاصة بين الشعوب التي تتوق إلى العدالة والتحرر من الاستبداد.

واختتم الدفاعي حديثه بالتأكيد على أن الثورة الإسلامية الإيرانية لم تكن فقط تحولاً سياسياً، بل مشروعا حضاريا شاملاً، لا يزال يُلهم الأحرار في كل مكان، ويثبت أن الإسلام قادر على إنتاج دولة معاصرة ذات هوية مستقلة وعدالة أصيلة .