موقع isci //متابعات
القمة العربية المقبلة في بغداد، قرار للجامعة العربية استجاب لطلب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال قمة الرياض في أيار بعام 2023، وتزامن مع انعقاد قمة البحرين، أمس، ولاقى ترحيبا رسمياً عراقياً، عبر عنه رئيس الوزراء في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي قال فيه إنه “باسم جمهورية العراق، حكومةً وشعباً، نعبر عن خالص الترحيب بقرار الجامعة العربية قبول طلبنا في قمّة الرياض استضافة اجتماع الجامعة العربية على مستوى القمّة، بدورتها العادية الرابعة والثلاثين، وبرئاسة العراق، في بغداد خلال عام 2025، مثلما نوجّه شكرنا وتقديرنا للإخوة في الجمهورية العربية السورية الذين تنازلوا عن رئاسة الدورة المقبلة لصالح العراق”.
وأضاف، أن “حلول الأشقاء ملوكاً ورؤساء وقادة، ورؤساء الوفود العربية الشقيقة، مرّة أخرى، ضيوفاً في بغداد التاريخ والحضارة، هو استكمال لنهج بلادنا في التكامل مع المحيط العربي والمضي في تقديم العراق لدوره التاريخي والمحوري، ركيزةً للسلام والأخوّة والاستقرار، وأرضاً للتلاقي يترسخ عليها العمل العربي المشترك، وتزدهر فيها فرص التنمية، وتُصاغ عندها الرؤى المستقبلية للتنمية ومواجهة التحديات”.
ولاقى قرار الجامعة العربية بإقامة القمة العربية المقبلة في بغداد، ترحيباً حكومياً ونيابياً وسياسياً، وفيما اعتبر مستشارون حكوميون الخطوة ترسيخاً لدور العراق الريادي والمحوري في المنطقة والعالم العربي، اعتبر نواب أنه نتيجة طبيعية لنجاح البرنامج الحكومي بتعزيز علاقات العراق مع جيرانه على أساس دبلوماسية الحوار والعمل والمصالح المشتركة، فيما أكد مراقبون أن القمة المقبلة ستحقق مكاسب سياسية واقتصادية مهمة تفتح المزيد من الأبواب لمساهمة الأشقاء العرب في دعم الملف الاستثماري بالعراق المستقر.
ترسيخ لدور العراق الريادي
ويقول مستشار رئيس الوزراء فرهاد علاء الدين إن “انعقاد القمة العربية في بغداد نتاج السياسة الخارجية الناجحة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني والتي مهدت لتمتع العراق بأفضل العلاقات مع جميع البلدان العربية من الخليج إلى المحيط من دون استثناء”.
وأضاف، أن “الموافقة على طلب الحكومة بعقد القمة المقبلة في بغداد دليل قاطع على تعافي العراق وترسيخ لدوره الريادي في المنطقة والعالم العربي، إذ إن العراق يعد من الأركان المهمة للجامعة العربية وإحدى الدول المؤسسة لهذه المنظمة ويعتبر من ركائز الاستقرار في الشرق الأوسط، وبالإضافة لذلك إن بغداد تشهد حركة عمرانية غير مسبوقة حاليا وانعقاد القمة سيكون فرصة ثمينة يرى القادة والزعماء العرب بغداد في أَلَقِها وتألقها الجديد”.
تأكيد جديد لنجاح البرنامج الحكومي
ويقول النائب حسين عرب في حديث له إن “استضافة القمة العربية المقبلة في بغداد مؤشر واضح على نجاح الحكومة بإعادة ملف العلاقات العربية والدولية مع العراق لمكانه الصحيح وإنه استعاد عافيته وهي ترجمة لما تضمنه البرنامج الحكومي من تأكيد على تعزيز علاقات العراق الدولية ومع جيرانه وأشقائه وهو بالتالي تأكيد جديد على نجاح البرنامج الحكومي بتعزيز علاقات العراق مع جيرانه على أساس العمل والمصالح المشتركة”.
وأضاف، أن “المكاسب لن تقتصر على الجانب السياسي بل تتسع للاقتصادي إذ إنها ستسمح لرئيس الوزراء بعقد لقاءات رفيعة المستوى مع ملوك وأمراء ورؤساء ورؤساء حكومات عربية من الممكن أن تمهد لشراكات اقتصادية مع العراق الذي لديه مشروع مهم للمنطقة بأسرها متمثلاً بطريق التنمية الذي لاقى تفاعلاً طيباً من الأشقاء والأصدقاء”.
الجميع يحتاج بغداد
بدوره، أكد النائب عادل الركابي في حديثه له أن “انعقاد القمة العربية المقبلة في بغداد تجسيد لعودة العراق لممارسة دوره وتعزيز لدوره المحوري المؤثر في المنطقة على أساس العمل والمصالح المشتركة والمصير الواحد”.
وأضاف، أنه “منذ تأسيس الدولة العراقية، كان العراق محور التحالفات الإقليمية والدولية وذا دور مؤثر على المستوى العربي خاصة وأنه عضو مؤسس وفاعل في الجامعة العربية، وبغداد التي ستستضيف هذه القمة عرفت بأنها عنصر توازن في المنطقة، والجميع الآن يحتاج بغداد التي لعبت دورا إيجابيا في تعزيز ثقافة الحوار التي أثمرت بوساطة عراقية عن إعادة العلاقات بين السعودية وإيران وهو دور أشاد به الجميع”.
وتابع، أن “الموافقة على طلب الحكومة العراقية بإقامة القمة العربية المقبلة في بغداد يجسد نجاحها في الانفتاح على المحيط العربي وفي العلاقات العربية والدولية وهو ترجمة لعمل سياسي ناجح انطلقت به الحكومة منذ بدء تسلمها المسؤولية”.
نجاح سياسي ودبلوماسي
ويؤكد المحلل السياسي حيدر البرزنجي إن “إعلان عقد القمة العربية المقبلة في بغداد تزامن مع إشارات مهمة عبرت عنها ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت اتضح معها أن المؤشرات الدولية والعالمية تقر بأن الحكومة العراقية تسير بالاتجاه الصحيح من ناحية الخدمات والتطور في النظام المصرفي ومكافحة الفساد وتحقيق حالة الاستقرار السياسي والأمني والنجاح في محاربة الإرهاب وتقويضه وهي أمور إيجابية وواضحة يتمتع بها العراق اليوم”.
وأضاف، “بالتأكيد فأن انعقاد القمة العربية في بغداد سيؤكد أن العراق بلد محوري وذو دور فاعل ومهم وإقامة هكذا محفل عربي إقليمي يفتح أبوابا إيجابية متعددة وناجحة على الصعيدين السياسي الدبلوماسي والاقتصادي وهي ملفات مهمة تؤكد أن الحكومة نجحت بإيجاد انطباع مختلف كشف الصورة الحقيقية المشرقة للعراق الذي تحدى وتجاوز ظروفه القاسية في الماضي ونهض من جديد من خلال سعي الحكومة الحثيث والناجح بإيجاد مناخات سياسية مستقرة في المنطقة وكذلك آمنة ومستقرة في داخل البلد تشجع على الاستثمار”.
العراق جاهز للاستثمار
ويقول الباحث والأكاديمي غالب الدعمي في حديث له “لا يختلف اثنان وأنا منهم على أن أي تقارب عراقي عربياً وإقليميا ودوليا يصب في خدمة العراق ومشاريعه وبنائه وتقويته على الصعيدين السياسي والاقتصادي”.
وأضاف، “لدينا قوة اقتصادية هائلة لكن غير مستثمرة، وإمكانات بشرية تتطلب الاستثمار و حان وقته، وقرار إقامة القمة العربية في بغداد يصب بمصلحة هذا الاستثمار؛ لأنه يؤكد أن البيئة العراقية سياسياً وأمنياً واقتصادياً دخلت مرحلة الاستقرار المشجع للاستثمار وهي حقيقة داعمة للعراق وموقعه الإستراتيجي والمحوري”.
ويقول المحلل السياسي مجاشع التميمي إن “القمة العربية المقبلة في بغداد ستكون لها انعكاسات إيجابية، إذ إن العراق طوى صفة الماضي ويتمتع حالياً بعلاقات إيجابية مع جميع البلدان العربية الشقيقة، وبات بلدا مستقرا سياسيا وأمنياً وهو مقبل على استثمارات مهمة بعضها يمثل فيه العرب عنصراً أساسيا كطريق التنمية الذي دخلت فيه دول قطر والإمارات وكذلك تركيا”.
وأضاف، أن “رئيس الوزراء نجح سياسيا في تعزيز علاقات العراق بمحيطه العربي والإقليمي وكذلك مع دول العالم وعمل بموازاة هذا الجهد على التحرك نحو المشاريع الاقتصادية الإستراتيجية والتعريف بالفرص الاستثمارية المهمة بالعراق وتشجيع الشركات على الدخول في الأسواق العراقية”.