موقع isci // متابعات دولية
نشرت مجلة ” فورين بوليسي ” الاميركية السبت تقريرا قالت فيه ان هناك ٤ ايام هزت العالم ، قائلة اذا كان العقد الماضي قد شهد بداية اهتزاز النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة ، فربما كان عام ٢٠٢٣ هو العام الذي بدأ فيه العالم ينفجر بسبب توتراته المتراكمة .
واعتبرت المجلة ان الشرق الاوسط ، وبعد اكثر من شهرين على الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة قد شهد تحولات زلزالية ، مشيرة الى ان الهدوء النسبي في الشرق الاوسط الذي بدأ فيه عام ٢٠٢٣ ، حيث وصف في حينها مستشار الامن القومي الاميركي جيك سوليفان المنطقة بأنها أكثر هدوءا مما كانت عليه منذ عقدين ، وإسرائيل على وشك تطبيع العلاقات مع المزيد من الدول العربية ، قد انتهى وإسرائيل عالقة في حصار دموي لقطاع غزة.
وتشير المجلة الى ان واشنطن تضغط الان من اجل وقف القتال ، او على الاقل هدنة مؤقتة حتى يسمح بوصول المزيد من المساعدات الى غزة .
ومن الاحداث المهمة التي سلطت عليها الضوء المجلة هو الحرب المستمرة في اوكرانيا ، حيث قالت ان عام ٢٠٢٣ بدأ بتفاؤل لتحرير المزيد من المدن والاراضي من السيطرة الروسية مع تدفق الاسلحة الامريكية اليها ، لكنه انتهى مع توقف الهجوم المضاد ونفاذ الذخيرة في اوكرانيا .
وتضيف ” والان يتساءل الغرب علانية عما اذا كانت الولايات المتحدة ستظل تدعم كييف على الاطلاق ” وتشير الى ان كييف لم تستطع انتزاع المساحات التي كانت تطمح اليها من الاراضي التي تسيطر عليها روسيا ، وذلك بسبب عدم وصول ما يكفي من الاسلحة الغربية التي طلبتها الحكومة في كييف .
واوضحت ” ومع الخسائر ، تراجعت طموحات الاوكرانيين ، وبحلول نوفمبر / تشرين الثاني ، خلص قائد القوات الاوكرانية فاليري زالو جني الى انه على الارجح لن يكون هناك ” اختراق عميق ومؤثر ” وقد صرح بذلك علنا .”
وأشارت الى ان ادارة بايدن طرحت حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة ٦٠ مليار دولار لاوكرانيا ، لكن تعثر تمريرها في الكونغرس بسبب مأزق كبير بشأن التمويل الامنى للحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
واعتبرت المجلة حادثة المنطاد الصيني الذي كان يحوم بشكل مريب بالقرب من العديد من مواقع الصواريخ النووية الاكثر حساسية في امريكا واحدة من الحوادث المهمة في نهاية كانون الثاني حيث في البداية لم يكن احد يعرف ماهو هذا المنطاد ، ثم اكدت ادارة بايدن انه واحد من اسطول بالونات التجسس الصينية.
وقالت ان المنطاد بقي فوق الولايات المتحدة حتى ٤ فبراير / شباط عندما تم اسقاطه بأمان بعيدا عن المناطق المأهولة بالسكان قبالة سواحل ولاية كارولينا الشمالية ، مضيفة انه في اعقاب حادثة البالون العظيم لم تتحدث الولايات المتحدة والصين كثيرا حتى نوفمبر / تشرين الثاني عندما التقى بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا ، والان هناك امل متجدد في ان الخطوط الساخنة الدبلوماسية والعسكرية بين واشنطن وبكين التي كانت نائمة منذ شهور يمكن ان تعود الى العمل .
والحدث الرابع الذي اعتبرته المجلة من الاحداث المهمة في عام ٢٠٢٣ ، هو ما حصل في السودان من حرب بين الجنرالان المتنافسان وذلك بحلول شهر ابريل / نيسان ، وهي امتداد للانقلابات العسكرية التي شهدتها القارة الافريقية منذ حوالي ٣ سنوات والتي بدأت في مالي ، ثم تشاد وغينيا في عام ٢٠٢١ ، وبوركينا فاسو في عام ٢٠٢٢ ، والنيجر في اواخر يوليو / تموز من عام ٢٠٢٣ .
وقالت ان الولايات المتحدة كانت تعتمد في مكافحة ” الارهاب ” في افريقيا اعتمادا كبيرا على النيجر ، وهي قاعدة امريكية رئيسية للطائرات المسيرة ، و مركز عصبي لشبكات الاستخبارات في قلب القارة ، ولكن في اواخر تموز كانت لدى الحرس الرئاسي في النيجر خطط اخرى .