موقع isci// متابعات دولية
مجلة فورين أفيرز : نتنياهو أشرف على أسوأ هجوم وفشل استخباراتي بتاريخ إسرائيل
قالت مجلة فورين أفيرز ان الحرب الاسرائيلية الحالية على غزة قد تقلب الوضع الراهن الخطير رأسا على عقب ، ونقلت عن مراقبين قولهم ان الحرب الحالية تشبه ” حرب اكتوبر عام ١٩٧٣ ” من حيث حجم اخفاقات الاستخبارات الاسرائيلية ، وفقدان الرأي العام الاسرائيلي الثقة في حكومته ، والصدمة الوطنية التي اعقبت ذلك .
واوضحت المجلة في مقالة شارك في كتابتها آرون ديفيد ميلر ودانيال سي كيرتزر ان الافكار القائلة أن إسرائيل ، ستخرج من غزة بعد استكمال عملياتها العسكرية فيها ، وأن السلطة الفلسطينية قادرة على تولي زمام الامور بسرعة وبشكل رسمي ، ليست واقعية .
وأشارت المجلة الى ما قاله الرئيس الامريكي جو بايدن من ان المنطقة يجب الا تعود الى الوضع الذي كانت عليه قبل السابع من اكتوبر/ تشرين الاول الماضي ، موضحة بالقول ” إنه اذا اراد التغيير بالفعل ، فعلى ادارته اتخاذ خطوات سياسية أكثر جرأة رغم خطورة ذلك ” .
ويقول كاتبا المقالة ، فإن الخيار الافضل لمستقبل غزة على المدى البعيد هو الحكم الفلسطيني بقيادة سلطة رام الله ، ولكن ينبغي اولا تنشيطها وتجديد شرعيتها ، لأنها خلال هذه الحرب ، لم تتمكن من حماية الفلسطينيين في الضفة الغربية من غارات الجيش الاسرائيلي وهجمات المستوطنين.
ويضيفان ” ان اسهم حركة حماس قد ارتفعت في الضفة الغربية منذ هجومها يوم السابع من اكتوبر الماضي ، واطلاقها سراح مئات الاسرى الفلسطينيين “
ويشيران الى ان استعادة ثقة الفلسطينيين بالسلطة سوف يستغرق قدرا كبيرا من الجهد والوقت ، وهو يتطلب من السلطة اجراء انتخابات نزيهة وحرة في الضفة الغربية وقطاع غزة ، واقناع الناخبين بانها ستهدف الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة دولة فلسطينية مستقلة. كما يتطلب من إسرائيل ايضا اظهار التزامها قولا وفعلا بمشروع حل الدولتين ، وهو أمر مستحيل في ظل الحكومة الاسرائيلية الحالية .
وجاء في المقالة ايضا ” أن اشراف نتنياهو على أسوأ هجوم وأسوأ فشل استخباراتي في تاريخ إسرائيل ، قد افقد زعامته مصداقيتها ، ويفترض العديد من المراقبين أن حياته السياسية سوف تصل الى نهايتها قريبا ، ولكنه سيقاتل من أجل البقاء في السلطة في مواجهة لوائح الاتهام بخيانة الامانة والرشوة والاحتيال ، لانه يريد بشدة تجنب السجن .
وتشير المقالة ايضا الى انه من المرجح ان يستمر الوضع في الضفة الغربية بالتدهور في حال بقاء نتانياهو في السلطة ، وربما يؤدي الى انتفاضة فلسطينية يحفزها جزئيًا تطرف المستوطنين ، كما انه (نتنياهو) سوف يستغل لمصلحته الخاصة كل ما تقرر الولايات المتحدة ان تفعله او لا تفعله .
وتابع مقال فورين بولسي انه بعد اعوام طويلة من الاحتلال الاسرائيلي دون ضوء في نهاية الافق ، لابد من تسوية المعضلات السياسية المستعصية عاجلا وليس آجلا ، ولدى واشنطن خياران للقيام بذلك ، إما محاولة المساعدة في تهيئة الظروف لحل الدولتين ، أو التكيف مع وضع ما بعد الصراع الذي هو أسوأ من الوضع الراهن ، ولا يحل أي قضايا أساسية ، وربما يهيئ الظروف لحرب اخرى .
وتقول ” سيكون على الولايات المتحدة اذا ضغطت من أجل حل الدولتين ، أن تساعد في تنسيق العديد من العمليات الحاسمة في وقت واحد ، كوضع آليات اعادة اعمار غزة لتكون جاهزة للعمل في يوم رحيل الجيش الاسرائيلي ، وضم الاطراف العربية المترددة للمساعدة في الحفاظ على القانون والنظام واقامة حكم مؤقت في غزة ، وذلك الى جانب استعادة ثقة الجمهور الفلسطيني ، ومعالجة المخاوف الامنية الاسرائيلية “
ومع ذلك ، فإن الدعوة الى حل الدولتين تستحق المخاطرة ، واول ما يجب على بايدن في هذا السياق – كما يقول الكاتبان – هو الضغط على إسرائيل لانهاء حملتها البرية والجوية المكثفة بسرعة ، وزيادة كمية المساعدات الانسانية التي تدخل غزة ، واستئناف المفاوضات لاطلاق سراح الرهائن الاسرائيليين ، كما ان عليها الضغط على إسرائيل والسلطة الفلسطينية لحملها على قمع اعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون في الضفة الغربية.
وتساءل الكاتبان هل ينجح هذا في ظل القيادة الاسرائيلية والفلسطينية الحالية ؟ وأجابا بأن على نتنياهو والرئيس محمود عباس أن يرحلا ، ولكن حتى لو ظلا في السلطة على المدى القريب ، فإن الولايات المتحدة لديها خيارات أقوى ، ومن ذلك يستطيع بايدن ان يوضح للاسرائيلين ان استمرار قوة علاقتهم مع واشنطن يعتمد على فهم إسرائيل لحقيقة انها لا تستطيع اعادة احتلال غزة ، وأن ضمانهم الامني النهائي سوف يتلخص في التوصل الى اتفاق سلام مع دولة فلسطينية ذات عقلية سلام مماثلة .