تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » posts » المجلس الأعلى: الاول من صفر رمزية تختزل كل مقومات العنف ضد المرأة ومناهضته ورفضه والصمود أمامه

المجلس الأعلى: الاول من صفر رمزية تختزل كل مقومات العنف ضد المرأة ومناهضته ورفضه والصمود أمامه

موقع isci//

استذكر المجلس الأعلى الإسلامي العراقي اليوم الجمعة الأول من شهر صفر ذكرى الظلامة التاريخية التي لحقت بنساء آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله، وما تحمّلنه من اضطهادٍ وظلمٍ في مسيرة السبي التي خرجت من كربلاء بعد استشهاد الامام الحسين وأهل بيته وأصحابه،لافتا الى ان”اختيار الاول من شهر صفر رمزية تختزل كل مقومات العنف ضد المرأة من جهة، ومناهضته ورفضه والصمود أمامه من جهة اخرى.

وقال المجلس الأعلى في بيان” لقد قدّمت السيدة الحوراء زينب (عليها السلام) في هذا الدرب الطويل أبلغ الدروس والعبر عن أهمية المرأة والدور الذي تؤديه بالتكامل مع دور الرجل في مشروع النهضة والإصلاح.

ادناه نص البيان :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(المُؤْمنُونَ والْمُؤْمنَاتُ بَعْضُهُمْ أولِيَاءُ بَعض)

نستذكر في الأول من شهر صفر من كل عام ذكرى الظلامة التاريخية التي لحقت بنساء آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله، وما تحمّلنه من اضطهادٍ وظلمٍ في مسيرة السبي التي خرجت من كربلاء بعد استشهاد الامام الحسين وأهل بيته وأصحابه، لتصل بهنّ الى الشام حيث قدّمت السيدة الحوراء زينب (عليها السلام) في هذا الدرب الطويل أبلغ الدروس والعبر عن أهمية المرأة والدور الذي تؤديه بالتكامل مع دور الرجل في مشروع النهضة والاصلاح. فتجرعت بمنتهى الصبر والثبات ما خلّفه هذا العنف من قسوة تركت آثارها عميقة في الروح الانسانية؛ استدعت وقفة خاصة لمواجهة الظلم الذي أصبح رمزاً تاريخياً لاضهاد المرأة.

وترسيخاً للرؤية الاسلامية التي كرّمت المرأة وحفظت خصوصيتها، ورفضاً لأي إساءةٍ توجّه اليها او اضطهاد او عنف يمارس في التعامل معها، وحيث كان منهج المجلس الاعلى؛ المستنير دوماً بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة، والمنسجم حتماً مع دور المرجعية الدينية ومعبراً عنها، فقد دعا الرئيس الراحل للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي حجة الاسلام والمسلمين سماحة  السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله) في عام 2008 الى مبادرة اعتبار الاول من شهر صفر يوماَ اسلامياً لمناهضة العنف ضد المرأة. فتبنى المجلس الاعلى من يومها اعتبار هذا اليوم يوماً وطنيا اسلامياً لمناهضة العنف ضد المرأة فأقرته الحكومة المحلية لمحافظة النجف الاشرف، كما طالبت وزارة الدولة لشؤون المرأة عام 2012 اقراره يوماَ وطنياَ في مجلس الوزراء.

ووجه المجلس الاعلى دعوة الى المنظمات الدولية للاهتمام بهذا اليوم والاطلاع على رؤية الاسلام في حفظ حقوق المرأة وتكريم شأنها ومنزلتها، باعتماد روح الانسجام والتكامل المبنية على العدالة والاحسان كما قال عز وجل ((إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ))، مع أهمية التعرف على ما يحمله اختيار الاول من شهر صفر من رمزية تختزل كل مقومات العنف ضد المرأة من جهة، ومناهضته ورفضه والصمود أمامه من جهة اخرى.

إننا إذ نُحيي هذا اليوم ونذكّر بدلالته التاريخية واعتماد رمزيّته الواقعية التي رفعناها شعاراَ منذ اربعة عشر عاماً كيوم اسلامي لحماية المرأة من العنف والاضطهاد، أو امتهان كرامتها او سلبها خصوصيتها التي فطرها الله عليها لتكون نصف المجتمع، وعاملاً أساس في بناء النصف الاخر، نذّكر بقول الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله (استوصوا بالنساء خيرا)، ونعتقد ان هذا تمايز خصّ الاسلامُ المرأة به، لنتعرف على مكانتها ونحترم دورها؛ أمّاَ وزوجة واختاَ وبنتاَ، ولنصونها من الافكار المنحرفة والممارسات الشاذة التي تشوّه نسيج الاسرة وتهدم كيان الانسان وتلقي بمستقبل البشرية الى المجهول.

ان اعتماد اليوم الاسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة بما يحمله من رمزية المرأة الزينبية، ومعرفة دوافعه الانسانية، والرؤية العامة التي انطلق منها، سيساهم بكل تأكيد في بناء مجتمع سليم يقدّر المرأةَ وينظر إليها كوجودٍ الهي مبارك يكمّل صورة البشرية وفق الفطرة السليمة والمنطق الصحيح لبناء حياة الانسان الكريمة.

((يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ)) صدق الله العلي العظيم

المجلس الاعلى الاسلامي العراقي

١ / شهر صَفَر الخير ١٤٤٥

١٨ / ٨ / ٢٠٢٣