دولي //
أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس نداء طارئاً لجمع نحو 400 مليون دولار لمساعدة ضحايا الزلزال في سورية، بعد ساعات من اختتام جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدها ليل الإثنين – الثلاثاء بحثت دعم منكوبي الزلزال في سورية، من دون عرض مشروع قرار لدعم عمل معابر حدودية إضافية مع تركيا وهو ما تدفع إليه الولايات المتحدة الأميركية.
وأكدت روسيا أمس أن الغرب يساوم على احتياجات ضحايا الزلزال في سورية، ويسعى لدفع مجلس الأمن الدولي إلى توسيع ما يسمى «آلية المساعدات عبر الحدود»، بعدما شددت خلال جلسة مجلس الأمن أن إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية لا يتطلب قراراً من مجلس الأمن لأنه قرار سوري سيادي بحت، وذلك عقب إعلان غوتيريش أن الرئيس بشّار الأسد وافق على فتح معبرين حدوديين إضافيين بين تركيا وسورية لإدخال مساعدات إنسانية للمتضرّرين من الزلزال لفترة أولية مدّتها ثلاثة أشهر.
وفي التفاصيل، فقد أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان نقلته وكالة «تاس»، أن الغرب يساوم على احتياجات ضحايا الزلزال في سورية، ويسعى لدفع مجلس الأمن الدولي إلى توسيع ما تسمى «آلية المساعدات عبر الحدود».
وقالت الوزارة: «إن بعض الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة تواصل انتهاك مبادئ القانون الدولي الإنساني، وتتعدى على سيادة سورية ووحدة أراضيها وتعمد إلى إطلاق التكهنات حول احتياجاتها جراء الزلزال من دون انتظار صدور تقرير لجنة الأمم المتحدة التي شكلتها لتقييم الأضرار على الأرض».
وأشارت إلى أن الزيارات النشطة التي تم تسجيلها في مجلس الأمن بقيادة واشنطن خلال مرحلة صعبة كهذه للضغط من أجل صك وثيقة جديدة وتوسيع هذه الآلية.
وفي وقت لاحق أمس، أطلق غوتيريش حسب وكالة «ا ف ب» نداءً طارئاً لجمع نحو 400 مليون دولار لمساعدة ضحايا الزلزال في سورية على مدى ثلاثة أشهر، وقال للصحفيين: «أعلن أن الأمم المتحدة تُطلق نداءً إنسانياً لجمع 397 مليون دولار للسكان الذين وقعوا ضحايا الزلزال الذي اجتاح سورية. ستغطّي المساعدات فترة ثلاثة أشهر».
تلك التطورات جاءت بعد ساعات قليلة من اختتام جلسة مجلس الأمن الدولي المغلقة شاركت فيها سورية وتركيا، لبحث دعم منكوبي الزلزال في شمال سورية، من دون عرض مشروع قرار لدعم عمل معابر حدودية إضافية مع تركيا، وهو ما سعت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى.
وخلال الجلسة، جدد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ مناشدة بلاده جميع الدول تقديم مساعدات إنسانية للمتضررين، والابتعاد عن التسييس، فالوقت يمضي وأعداد الضحايا في تزايد، مشيراً إلى أن التباطؤ الدولي كان ملحوظاً في مد يد العون جراء الإجراءات الاقتصادية الغربية القسرية غير الشرعية المفروضة عليها والتي لا تقل دماراً عن تأثيرات الزلزال أو الكوارث الطبيعية الأخرى.
بدوره أكد نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي خلال الجلسة أن إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية لا يتطلب قراراً من مجلس الأمن لأنه قرار سوري سيادي بحت، موضحاً أن «هناك فرقاً كبيراً بين آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود التي تنتهك سيادة سورية وقرار سورية السيادي».
الموقف الروسي ترافق مع إعلان غوتيريش أن الرئيس بشّار الأسد وافق على فتح معبرين حدوديين إضافيين بين تركيا وسورية لإدخال مساعدات إنسانية للمتضرّرين من الزلزال هما باب السلام والراعي شمال شرق حلب بين تركيا وشمال غرب سورية لفترة أولية مدّتها ثلاثة أشهر، لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.