اقليمي //
توالت الأزمات والنكبات على سوريا، من القصف والتهديدات التركية الى الاعتداءات الصهيونية والتدخلات الأمريكية ونهش الإرهاب في جسدها، أمام أنظار المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكنا اتجاهها.
نائب مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة الحكم دندي وخلال جلسة لمجلس الأمن، أمس الأربعاء، حول الوضع في الشمال السوري، أكد ان اجتماعات مجلس الأمن لمناقشة الوضع فيها تبقى دون جدوى ما لم تتم معالجة التحديات الأساسية المتمثلة بالإرهاب، وضرورة وقف دعمه وتمويله وإنهاء الوجود العسكري الأمريكي والتركي غير الشرعي، ووضع حد للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والرفع الفوري للإجراءات القسرية الأحادية.
من جانبه، قال سفير ومندوب الجمهورية الاسلامية الايرانية الدائم لدى الامم المتحدة امير سعيد ايرواني، انه على مجلس الامن الدولي ان يدين عدوان الكيان الصهيوني وهجماته الارهابية على سوريا.
واعتبر ايرواني ممارسات الكيان الصهيوني في انتهاكه المتكرر لسيادة سوريا ووحدة اراضيها واستهدافه للأشخاص والبنية التحتية المدنية، وخاصة الهجمات على المطارات والسفن الحاملة للمساعدات الإنسانية الى هذا البلد، انتهاكاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة، مؤكدا حق سوريا المشروع في الدفاع عن نفسها على وفق المواثيق الدولية.
وقيّم السفير والمندوب الدائم لإيران الأوضاع الإنسانية في سوريا بأنها صعبة، وأضاف: استمرار المشاكل الاقتصادية في هذا البلد له آثار واسعة النطاق. وفي هذا الصدد، فإن من أكثر القضايا إثارة للخوف انتشار الكوليرا في جميع أنحاء سوريا، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية الخطيرة في هذا البلد.
وقال السفير والمندوب الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة، إن الدول المستثمرة قصرّت في تقديم المساعدات الإنسانية للصندوق الضروري للمساعدات الإنسانية، وان إيران تدعم تسليم الشحنة الثامنة من المساعدات الإنسانية إلى سوريا وتعد عدم إحراز تقدم ملموس في التسليم والتوزيع غير العادل والتمييزي أمرًا مثيرا للجدل.
وأضاف: في العملية السياسية، تدعم إيران الاجتماع المقبل للجنة الدستورية وكذلك العمل الجاري للجنة للتوصّل إلى حل ضروري.
واعتبر رفع الاحتلال وإعادة الاحترام الكامل للسيادة الوطنية ووحدة الاراضي للجمهورية العربية السورية، شرطا مسبقا لأي حل سياسي، وقال: ان اجتماع عملية “أستانا” لمحاولة إنهاء الأزمة وتقليل الأضرار التي تلحق بالشعب السوري انعقد يومي 22 و23 تشرين الثاني.
نائب مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة الحكم دندي خلال جلسة لمجلس الأمن قال: “تتكرر مناقشة المجلس للشأنين السياسي والإنساني ومواضيع أخرى في سورية في جلسات تصل إلى أربع في كل شهر، ويبدو أن ذلك أصبح بالنسبة لبعض ممثلي الدول الأعضاء في المجلس مجرد إضاعة لوقت وموارد المجلس وخاصة أنهم مازالوا يصرون على تجاهل التعامل مع التحديات الأساسية التي تواجهها سورية والمتمثلة بشكل خاص بالإرهاب والاعتداءات المستمرة على الأراضي السورية وتفاقم حجم المعاناة الكارثية للشعب السوري التي تسببت بها الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية.
وأوضح دندي، أن قوات النظام التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية شنوا قبل أسبوع سلسلة اعتداءات على مناطق في شمال سورية ذهب ضحيتها عدد من المدنيين والعسكريين وتسببت بأضرار بالغة في المنشآت الخدمية والبنى المدنية في تلك المناطق في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن سورية إذ تدين بأشد العبارات هذه الاعتداءات، فإنها تؤكد على أن الذرائع التي يسوقها النظام التركي لتبريرها باتت مكشوفة ولم تعد تخدع أحداً وخاصة في ظل استمراره بدعم التنظيمات الإرهابية ورعايته إلى اليوم “داعش” و”جبهة النصرة”.
وجدد دندي مطالبة سوريا لمجلس الأمن بضرورة إلزام النظام التركي بإنهاء وجوده العسكري غير الشرعي على أراضيها بشكل فوري ووجوب عدم تجاهل استمرار الوجود غير الشرعي للقوات الأمريكية على الأراضي السورية ودعمها الميليشيات في شمال شرقها، والذي يمثل انتهاكاً آخر لميثاق الأمم المتحدة ولسيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها.
ولفت نائب مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أن صمت مجلس الأمن عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري والممارسات الوحشية التي يقوم بها بحق أهله والتي تتماهى مع الدور التخريبي الذي تقوم به الولايات المتحدة وتركيا على الأراضي السورية شجع “إسرائيل” على تصعيد اعتداءاتها على الأراضي السورية بما في ذلك المرافق المدنية ما يتسبب بسقوط ضحايا مدنيين وعسكريين ويهدد بتصعيد خطير للأوضاع في المنطقة.
وأشار إلى أنه “بالتوازي مع مسار مكافحة الإرهاب انتهجت سورية مسار التسويات المحلية والمصالحات الوطنية وقامت بالعديد من الإجراءات المهمة بما في ذلك مراسيم العفو، وآخرها المرسوم رقم 7 لعام 2022 والذي جاء شاملاً من حيث نطاقه وطبيعة معالجته للجرائم الإرهابية سعياً من الدولة لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها وتعزيز الوحدة الوطنية الأمر الذي أسهم بعودة الكثير من السوريين لممارسة حياتهم الطبيعية لكن المستغرب أنه برغم كل ذلك مازال هناك من يصرُّ على تجاهل الإنجازات التي حققتها سورية في هذا المجال”.
وأكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، ان العقوبات الاحادية على سوريا خانقة وتخلّف آثارا وخيمة. وفي مداخلته خلال جلسة لمجلس الامن الدولي حول الوضع في شمال سوريا، أضاف نيبينزيا: المقدرات الطبيعية تنهب ولا تكفي المساعدات الانسانية ومشاريع التعافي المبكر.
وعن التصعيد العسكري في الشمال السوري، قال المندوب الروسي: ان خلايا داعش تزيد نشاطها سيما في عفرين فضلا عن الارهابيين الناشطين. وأكمل نيبينزيا: نحن نؤيد احراز التقدم في العملية السياسية في سوريا، ونشير الى جهود بيدرسون بذلك، ونعتبر ان القرارات الاساسية حول آلية عقد حوار سوري هو قرار سوري بلا تدخل خارجي.
حذّر المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، من أن التصعيد في سوريا سيُعرّض الاستقرار الإقليمي إلى الخطر. وقال بيدرسـون في جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع شمالي سوريا، إن الوضع في سوريا بالغ الخطورة والتطورات هناك مرشحة لتصعيد كبير.
ودعا إلى التحرّك فوراً لوقف التصعيد العسكري في سوريا، وجميع الأطراف إلى التهدئة وضبط النفس. وأضاف، أن أعداداً هائلة من السوريين يتعرضون إلى انتهاكات لحقوق الإنسان وعلينا أن نولي أولوية لملف المحتجزين والمفقودين.