تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » posts » الحرب في اوكرانيا بعد هذا اليوم ليس كما قبله

الحرب في اوكرانيا بعد هذا اليوم ليس كما قبله

 دولي // تقارير 

تتسارع وتيرة الاحداث في اوكرانيا بشكل سريع ، مع اعلان موسكو نيتها ضم مناطق لوغانسك ودونيتسك وزابوروجيا وخيرسون إلى قوام الاتحاد الروسي، بعدما أظهرت نتائج الاستفتاءات التي انتهت يوم الثلاثاء الماضي، وبحسب الأرقام الرسمية، تأييدا غالبا للانضمام.

وفي أول بيان رسمي من موسكو بالتوازي مع مراسم انضمام المناطق الاوكرانية الى روسيا، حذر الكرملين من أنه سيعتبر قصف الجيش الأوكراني للأراضي الجديدة بعد انضمامها لروسيا عدوانا، ما يعني أن الحرب الروسية على أوكرانيا ستدخل، ابتداء من اليوم، مرحلة مغايرة لما جرى منذ أواخر شباط الماضي، حيث سيتعاظم احتمال المواجهة المباشرة بين موسكو والناتو، والسيناريوهات ستكون مفتوحة على كافة الصعد، بما فيها الانزلاق إلى حرب نووية مدمرة.

والواضح من البيان الروسي أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ستأخذ منحنا تصاعديا بشكل كامل بدءا من اليوم؛ حيث كانت موسكو تعتبر في السابق أنها تساعد في حماية سكان المناطق الأربعة من نظام كييف؛ لكن البيان الكرملين اليوم، سيعتبر العملية العسكرية دفاعا روسيا الاتحادية، مما يعني أن أي استهداف أوكراني محتمل للوغانسك ودونيتسك وزابوروجيا وخيرسون، سيعطي الحق لروسيا باستخدام تراسانتها من الصواريخ البالستية والاستراتيجية، والتكلفة ستكون باهظة جدا للطرف المقابل، إضافة إلى أن موسكو ستسعى قريبا لبدء عملية تحرير لما تبقى من أراض في كل من تلك المناطق الاربعة، خارجة عن سيطرتها.

والحادث الاخير الذي شهده بحر البلطيق، والمتمثل في تسرب الغاز من أربعة مواضع في خطي أنابيب نورد ستريم، قد يكون أشبه بجرس إنذار لمواجهة كبرى محتملة.

فرئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، وسكرتير مجلس الأمن الروسي حملا الغرب وأميركا مسؤولية تنظيم الهجوم على نورد ستريم، معتبرين ان الولايات المتحدة هي المستفيد الوحيد من تفجير هذا الخط.

اذا من الواضح ان التسريب في خط نورد ستريم «السيل الشمالي» كان ناتجا عن عمل ارهابي، على حد وصف الكرملين والذي اشار الى تورط بعض الدول فيه، ». خاصة ان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اكدت أن “حادثة تسرب الغاز وقعت في المنطقة التجارية والاقتصادية للدنمارك والسويد، والتي تسيطر عليها الاستخبارات الأميركية”.

بدوره اعتبر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أن الوقت ما زال مبكرا للتكهن بهوية المسؤولين عن التفجيرات التي تعرض لها خط أنابيب الغاز “نورد ستريم”، مشيرا الى أن الأمر سوف يستغرق عدة أيام، قبل أن يتمكن من تجهيز الفريق المناسب لتفقد المواقع ومحاولة اكتشاف حقيقة ما حدث على أفضل نحو ممكن.

أما وزير الطاقة التشيكي فقال: “أن ما جرى لأنابيب نورد ستريم كان فعلا متعمدا وسنكون مستعدين لرد فعل موحد بشأن ذلك”.

تبادل الاتهامات بين الطرفين يعني ان الشرخ اخذ في الاتساع بين موسكو والاتحاد الأوروبي وواشنطن، وفي الوقت الذي تتحضر فيه هذه الدول لفرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب ضمها المناطق الأربع الاوكرانية، قد تفاجأ برد روسي خارج الحسابات، فالأمر بات يتعلق بحماية الحدود الجديدة لروسيا، وتحقيق أهداف العملية مستحيل من دون هزيمة عسكرية كاملة للنظام الأوكراني، وقطع الامدادت الغربية له، وفي الوضع الحالي، ستزداد مخاطر استخدام الأسلحة النووية، خاصة ان العقيدة النووية الروسية تجيز استخدام السلاح النووي في حال تعرضت روسيا لخطر وجودي.