المكتب الإعلامي //
بسم الله الرحمن الرحيم
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ..
تمر علينا الذكرى الحادية والأربعين لتأسيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ، ففي الأول من شهر صفر عام ١٤٠٣ هجرية تم الإعلان عن ولادة هذا الكيان الجهادي والسياسي استجابة لنداء مفجر الثورة الإسلامية في العراق آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر ” قدس سره” الذي أوصى قبل استشهاده بمواصلة طريق الجهاد والمقاومة والتضحية لتحرير العراق
ومنذ المراحل الأولى لانطلاقته، تبنى المجلس الأعلى استراتيجية الثورة على الظلم والطغيان، وقد كانت مسيرته حافلة بالجهاد والتضحيات والإنجازات، وبالرغم من كل العقبات والتحديات الكبيرة التي واجهها، بقي وفياً لمبادئه وثوابته الاسلامية والوطنية، وحريصاً على الاستمرار في النهج القويم الذي رسمه له الرعيل الأول من العلماء والقادة وفي مقدمتهم آية الله السيد محمد باقر الحكيم (رض) الذي نجح بفضل علمه وحكمته وصبره في جعله كياناً سياسياً وجهادياً زاخراً بالإنجازات والمواقف الكبيرة.
يطرح المجلس الأعلى في مناسبة ذكرى تأسيسه رؤيته للأزمة السياسية الراهنة وتعقيداتها، وسبل الخروج منها بالوسائل الحضارية المنسجمة مع احكام الدستور، خدمة لتطلعات وآمال شعبنا العراقي العزيز في الوحدة والأمن والاستقرار والرفاه الاجتماعي والاقتصاد، فيؤكد المجلس الأعلى على النقاط الجوهرية التالية:
1- تعزيز الهوية الوطنية والإسلامية، كهوية حضارية للشعب العراقي، والسعي بكل إخلاص لترسيخ قيم المحبة والأخوة والتعاون بين جميع مكونات الشعب، والعمل الجاد على حفظ قيمه الدينية والأخلاقية والمجتمعية.
2- المرجعية الدينية العليا هي صمام الأمان لبلدنا وشعبنا ووحدتنا واستقرارنا، واحترام توجيهاتها ومواقفها مسؤولية شرعية ووطنية ينبغي على الجميع التقيد بها.
3-العراق لجميع العراقيين، فيجب حفظ واحترام حقوق جميع مكوناته من الشيعة والسنة والكرد والتركمان والمسيحيين والايزيديين وباقي الأقليات العرقية والدينية الأخرى والعمل على تعزيز المواطنة بما يحفظ وحدتهم ومكانتهم.
4-الدستور هو المرجع لحل المشاكل والأزمات التي تواجه البلد، وعلى القوى الوطنية كافة احترامه والتقيد بأحكامه حفاظاً على هيبة الدولة، ومؤسساتها التشريعية والقضائية والتنفيذية.
5- قواتنا الامنية بجميع صنوفها وخاصةً الحشد الشعبي هي سور الوطن وحصن العراق المنيع يجب حمايتها والاهتمام بها وتطوير كفائتها العسكرية ومهاراتها الفنية وتعزيز هويتها الوطنية.
6- العراق قلب العالم ومرتكز توازنات المنطقة، وأهميته تزداد يوماً بعد يوم فينبغي استثمار هذه الميزة من خلال التعاطي الايجابي مع المجتمع الدولي والاقليمي، وبما يخدم مصالح الشعب العراقي واستقرار وامن المنطقة.
7- يؤكد المجلس الأعلى موقفه المبدئي بالوقوف مع حقوق الشعوب وحفظ كرامتها وحريتها، وخاصةً الشعب الفلسطيني وبناء دولته المستقلة، وتجريم الاعتداءات المتكررة للكيان الصهيوني، والوقوف أمام محاولات التطبيع الى المجتمعات الإسلامية.
انطلاقا من هذه المبادئ والثوابت، وفي ظل الأزمة السياسية الراهنة، ولأجل حفظ أمن واستقرار البلاد وتأمين مصالح الشعب العراقي، يؤكد المجلس الأعلى حرصه الشديد على تفادي اي تصعيد في الازمة الداخلية، ومنع انحدار البلد الى المجهول والخراب. ويضع هذه النقاط التالية :
1- الالتزام بالسلمية في التظاهرات والاعتصامات، وفي إطار ما يسمح به الدستور والقانون، مع الاحترام الكامل لمؤسسات الدولة، والقوات الامنية، وعدم المساس بالممتلكات العامة والخاصة، ومراعاة مصالح المواطنين.
2- رعاية قواعد ومبادئ العملية الديمقراطية وعدم التجاوز عليها، والبحث عن الحلول التي تضمن وتحفظ مصالح جميع الجهات وتدرأ المخاوف.
3-الابتعاد عن التصريحات والمواقف المتشنجة والسلبية، والتخلي عن أسلوب الاتهامات والتصعيد سياسياً واعلامياً.
4- الحل والمخرج الوحيد من الأزمة يتمثل في اعتماد لغة الحوار والتفاهم والتسويات؛ للوصول الى حلول منصفة لجميع الأطراف ووفق المسار الدستوري. ويكون الحوار إما عن طريق حوار وطني شامل ينتج ميثاقاً يلتزم
به الجميع، او من خلال الحوارات الثنائية بين طرفي الازمة وصولا الى تفاهمات مشتركة وتقريب لوجهات النظر المختلفة، أو من خلال اختيار طرف ثالث يكون مقبولاً ومحترماً عند جميع الأطراف ليأخذ دوره في إيجاد الحلول المقبولة.
في الختام، يعاهد المجلس الأعلى الشعب العراقي الكريم والمرجعية الدينية العليا وانصاره على أن يبقى وفياً لمبادئه واهدافه وثوابته، ومستمر في ممارسة دوره الفاعل في الدفاع عن حقوق الشعب، والمساهمة في بناء الدولة المستقلة القوية الخادمة لشعبها، والمحققة لطموحاته في الحرية والاستقلال، والعدالة والحياة الحرة الكريمة.
تحية إجلال واحترام لمرجعيتنا الدينية العليا، ولشعبنا العراقي الصابر الأبي
وتحية اجلال ووفاء لشهداء العراق جميعاً ونخص منهم قوافل الشهداء التي قدمها المجلس الأعلى طيلة مسيرته وفي مقدمتهم شهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحكيم حفظ الله بلدنا وشعبنا من كل سوء ومكروه ودفع عنه كيد الأعداء.
والحمد لله رب العالمين
المجلس الأعلى الإسلامي العراقي
27/8/2022
1صفر 1444