تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » posts » المجلس الأعلى في ذكرى وفاة عزيز العراق .. فقدنا قائدا شجاعا وحكيما والملاذ الذي يلجأ اليه الجميع في المنعطفات الخطيرة

المجلس الأعلى في ذكرى وفاة عزيز العراق .. فقدنا قائدا شجاعا وحكيما والملاذ الذي يلجأ اليه الجميع في المنعطفات الخطيرة

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في كتابه الكريم
” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا “

نستذكر بالحزن والأسى ذكرى رحيل العالم المجاهد حجة الإسلام والمسلمين السيد عبدالعزيز الحكيم ( قدس سره) في الخامس من شهر رمضان المبارك ، الذي فقد العراق بوفاته قائدا شجاعا كرس كل حياته الشريفة من أجل خلاص الشعب العراقي من الظلم والتعسف والدكتاتورية ، وإرساء قواعد الدولة الجديدة على مباديء الحرية والاستقلال والعدالة .

لقد كان ( رضوان الله تعالى عليه ) وفيا في كل مواقفه لمدرسة الفقاهة والجهاد والشهادة التي أرسى دعائمها لنا مفجر الثورة الإسلامية في العراق آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر ، والتي رفع لوائها من بعد شهادته ، قادة كبار كان في مقدمتهم آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم الذي قادة المسيرة بكل شجاعة حتى ختم حياته الشريفة بالشهادة.

ونحن نعيش ذكرى عزيز العراق ، لابد أن نتذكر ما بذله من جهود متواصلة في سبيل بناء العراق الجديد ، وتوطيد دعائم دولة المواطنة التي تكفل حقوق جميع ابناء الشعب بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية والعرقية ، وقد كان ( رضوان الله تعالى عليه ) الملاذ الذي يلجأ اليه الجميع في الظروف الصعبة والمنعطفات الخطيرة ، وقد نجح بحكمته وصبره في قيادة وتوجيه العملية السياسية ، وتقريب وجهات النظر بين جميع الفرقاء ، حتى أنه استحق بجدارة لقب ” عزيز العراق ” بسبب مواقفه الإنسانية والوطنية النبيلة.

إن الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا وشعبنا العزيز وحالة الانسداد السياسي التي تنذر بعواقب وخيمة اذا لم يتم تداركها بسرعة ، تستدعي منا جميعا اقتفاء سيرة القادة الكبار من أمثال عزيز العراق ، وأن نستلهم من حياتهم ومواقفهم المشرفة كل معاني الإخلاص للوطن والمبادئ والدستور والوطنية الحقة ، ونتمنى على الجميع أن يضعوا تلك المبادئ نصب أعينهم وهم يحاولون أيجاد مخرج وحلول للمشاكل التي تواجه البلاد وفي مقدمتها أزمة تشكيل الحكومة الجديدة التي تأخذ على عاتقها مسؤولية تأمين الحياة الكريمة لابناء الشعب ، وتوفير كل مستلزمات النهوض الاقتصادي والعلمي والتطور في كل مجالات الحياة ، وتوطيد دعائم الأمن والاستقرار ، وصيانة وحفظ سيادة البلاد ، وتعزيز مباديء المواطنة والحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية والتداول السلمي للسلطة وفق ما نص عليه الدستور .

وفي الختام ندعو الله تعالى مخلصين أن يصرف عن بلدنا وشعبنا كل بلاء ومكروه ، ويحقق لنا جميعا الأمن والسلام في دولة كريمة عادلة .

تغمد الله فقيدنا الغالي عزيز العراق بالرحمة والرضوان والمغفرة إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين .

المجلس الأعلى الإسلامي العراقي
٥ رمضان المبارك ١٤٤٣
٧ نيسان ٢٠٢٢