موقع isci // متابعات دولية –
رجحت وسائل إعلام دولية أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، وبعض وزرائه خلال الأيام المقبلة بسبب العدوان الذي يشنه العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 200 يوم، والذي خلف آلاف الشهداء والجرحى.
وآثارُ “طوفان الاقصى” ما زالت تعصف بالكثير من “الثوابت” المزيفة التي فرضتها الصهيونية العالمية ومن ورائها الغرب، على العالم، ومن بينها سلاح “معاداة السامية” الذي ابتدعته سلطات الاحتلال، وجعلت كل نقد يوجه الى الكيان والصهيونية العالمية على انها “معاداة للسامية” وكذلك “حق اسرائيل المقدس” في الدفاع عن نفسها حتى لو كان على حساب إبادة شعب كامل واغتصاب ارض وتدنيس مقدساته.
وعلى الرغم من وقوف الغرب بأجمعه وعلى رأسه امريكا، وراء الكيان الصهيوني ودعمه عسكريا وسياسيا واقتصاديا وسياسيا واعلاميا، مثل الكيان الصهيوني ولأول مرة امام محكمة العدل الدولية، التي طالبته باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
وأيضا تمكن مجلس الامن الدولي، بعد امتناع امريكا عن التصويت، من إصدار قرار يطالبه بوقف إطلاق النار، واليوم جاء دور محكمة الجنائية الدولية، لتقرر اصدار اوامر باعتقال مجرمي الحرب امثال نتنياهو وغالنت وهاليفي، الامر الذي يؤكد أنه ما كان الضمير العالمي ليصحو لولا صمود المقاومة في غزة، وصبر اهلها، ودماء شهدائها الطاهرة.
وبعد مجمل الاحداث التي ذُكرت يحاول نتنياهو، عيش اجواء ما قبل عملية طوفان الاقصى، عندما قلل من أهمية وجدوى أية مذكرات اعتقال قد تصدرها المحكمة الجنائية الدولية ضده أو اعضاء عصابته من القتلة والمجرمين، وقال في منشور على منصة أكس: ان “قرارات المحكمة لن تؤثر على تصرفات إسرائيل.. تحت قيادتي، لن تقبل إسرائيل أبدا بأي محاولة من جانب المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لتقويض حقها الأساسي في الدفاع عن نفسها”.
هذا ويتناقض ما قاله نتنياهو في العلن، مع ما يقوم به بالخفاء، فقد كشفت القناة الـ12 العبرية، عن حجم الرعب والخوف والهلع الذي اخذ يهيمن على نتنياهو ورفاقه في الإجرام من احتمال إصدار مذكرات اعتقال بحقهم على خلفية انتهاكاتهم للقانون الدولي وارتكابهم جرائم حرب في غزة، فقد نقلت القناة عن مراسلها يارون إبراهام، قوله “أن مشاورات سرية وطارئة عُقدت بعيدا عن الإعلام في مكتب نتنياهو بمشاركة كبار قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية والسياسية والقضائية بإسرائيل”.
واضافت: “ان نتنياهو التقى بشكل عاجل وزراء الشؤون الاستراتيجية ديرمر والعدل ياريف ليفين والخارجية يسرائيل كاتس، لبحث المسألة ومناشدة الحلفاء الغربيين، ولاسيما الولايات المتحدة، المساعدة، والضغط على الجهات التي تحاول اصدار مذكرات اعتقال بحقهم”.
وذكرت وسائل اعلام ان ما يحصل في الولايات المتحدة الامريكية من ثورة طلابية تعم جامعاتها، هو في الحقيقة من نتائج طوفان الاقصى المباشرة، وهي ثورة ضد التبني الامريكي الغربي للكيان الصهيوني الغاصب والارهابي، قبل ان تكون ثورة ضد السرديات الصهيونية المزيفة، التي طالما انطلت على شعوب العالم وخاصة الغربية، لعقود طويلة، عن “اسرائيل، وأنها الكيان الديمقراطي الوحيد في المنطقة، وعن جيشها الاخلاقي، وعن معاداة السامية التي جعلوها مرادفة للمعاداة للصهيونية، وعن ارض فلسطين التي كانت بلا شعب ووهبها الغرب لشعب بلا وطن، وان اسرائيل المظلومة والضحية التي تقاتل الارهاب وان هذا الكيان لما كان يوجد، ولا ان يتحول الى وحش كاسر يلتهم الاطفال، ولا الى مصدر لزعزعة استقرار المنطقة والعالم، لولا الدعم الامريكي والغربي له، ومن أجل ذلك ثارت الجامعات والنخب العلمية في امريكا والغرب.