موقع isci//
دعوة الإمام الخميني لجعل الجمعة الأخيرة من شهر رمضان يوماً عالمياً للقدس وفلسطين، كانت نقطة تحول في دعم القضية الفلسطينية، والتي كانت تعني الانتقال من مرحلة المهادنة إلى المواجهة، ومن الضعف إلى القوة، إذ لم يتوقع الكثير أن تتحول تلك الفكرة التي طرحت قبل 45 عاماً، إلى أكبر تهديد يواجه دول الاستكبار العالمي لا سيما الكيان الصهيوني، خاصة مع التوسع الذي تشهده التظاهرات المؤيدة للقضية الفلسطينية عاماً بعد عام، حتى باتت تزلزل عروش الأنظمة العربية المُطبِّعة.
وبالرغم من محاولة الإعلام الغربي وبعض الوسائل الإعلامية العربية المأجورة الترويج لفكرة أن البلدان التي رفعت شعار الدفاع عن غزة، ساومت على القضية وأنها أصبحت ضمن القضايا المنسية، ليعود يوم القدس العالمي في كل عام ويكون يوماً لرفض الظلم والطغيان وتجديد الولاء للمقاومين في فلسطين والعالم بأسره ومناصرة الحق وإعلاء مفهوم تقديم خيار المقاومة على ما سواه من خيارات استعادة الأرض وحفظ المقدسات، وما عملية طوفان الأقصى إلا نتاج لهذا اليوم المبارك.
ويقول المحلل السياسي علي فضل الله إن “يوم القدس الذي أُعلن من قبل الإمام روح الله الخميني “رض”، استطاع أن يحول القضية الفلسطينية من مرحلة التطبيع والشعارات الرنانة الى مرحلة المقاومة والجهاد وزرع الإرادة داخل المواطن الفلسطيني بشكل خاص والعالم بصورة عامة”.
وأضاف فضل الله أن “يوم القدس لم يكن خاصاً بالقضية الفلسطينية وإنما يوم للمستضعفين كي يتحرروا من سلطة دول الاستكبار، مشيراً الى أن من ثمار هذا اليوم هي عملية طوفان الأقصى، إذ وصل العالم الى مرحلة ردع واستخدام القوة مع الكيان الصهيوني”.
وأكد أن “المقاومة الفلسطينية مدعومة بمحور المقاومة تواجه دول الاستكبار منذ 6 أشهر بدون توقف وقد كبدت العدو قرابة 3000 قتيل وأكثر من 30000 جريح وقد تكون الأعداد أكثر مما يعلنه الإعلام الصهيوني، منوهاً بأن هذه القوة استمدها العالم من يوم مقارعة الظالم “يوم القدس”.
وأشار فضل الله الى أن “عملية طوفان الأقصى التي هي نتاج يوم القدس ونصرته فضحت الكثير من حكام العرب الداعين الى التطبيع مع الكيان الصهيوني وعرَّتهُمْ أمام شعوبهم، لذلك نرى اليوم الشعب الأردني والمصري خرجا بتظاهرات كبيرة قد تصل الى مرحلة كسر الحواجز، مؤكدا أن ما نعيشه اليوم هو نتاج عمل سنوات لمحور المقاومة في دعم ومناصرة القضية”.
ولم يقتصر الاحتفال بيوم القدس العالمي على دول محور المقاومة فقط إنما امتد ليشمل أغلب البلدان العربية التي دعت حكوماتها سابقاً الى التطبيع مع الكيان الصهيوني، لتخرج بتظاهرات واسعة في آخر جمعة من شهر رمضان، إذ خرجت أمس الأول الجمعة، تظاهرات عدة في مدن عربية وإسلامية وغربية تنديدا بتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة وللمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات لسكان القطاع المحاصر.
وفي الأردن، تظاهر المئات وسط العاصمة الأردنية عمّان ومدن وقرى أردنية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة وباقي الأراضي الفلسطينية.
وطالب المشاركون في التظاهرات التي دعا إليها الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن بإسقاط اتفاقية وادي عَرَبَة ووقف العدوان الصهيوني على غزة.
كما أحيا مسجد موسكو الجامع “يوم القدس العالمي” وتضامن مع الشعب الفلسطيني، بمشاركة سفراء من العالم العربي ودول أخرى.
وقال رئيس الهيأة الروحية لمسلمي روسيا المفتي راويل عين الدين، مرحبا بالمجتمعين: “منذ أكثر من 30 عاما، داخل أسوار مسجدنا في موسكو، نجتمع مع سفرائنا ودبلوماسيِّي العالم العربي والإسلامي المحترمين في يوم الجمعة من رمضان، ونحتفل أيضا بيوم القدس باعتباره يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني”.
وفي السويد، أظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل خروج وقفة احتجاجية في المحطة المركزية لمدينة يوتبوري دعما لغزة وفلسطين، وتنديدا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة في القطاع المحاصر.
كما شهدَ الكثيرُ من العواصم الأوروبية تظاهرات حاشدة بيوم القدس العالمي في لندن وباريس ودول المغرب العربي، بالإضافة الى ماليزيا وباكستان، جميعها طالبت بوقف فوري لإطلاق النار وإنهاء عمليات الإبادة الجماعية ضد سكان غزة.
وفي السابع من آب عام 1979، أطلق الإمام الخميني نداءه الشهير إلى الأمة، الذي دعا فيه إلى تخصيص الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك من كل عام يوماً للقدس وفلسطين، التي عانت لسنوات التغييب والتهميش وإدارة الظهر من معظم الدول العربية والإسلامية.