موقع isci //
خاض الشعب التركي، أمس الأول، الانتخابات بمشاركة كبيرة في ظل المنافسة المحتدمة ما بين الرئيس الحالي رجب طيب اردوغان، والحزب المعارض الذي يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة ساعدته في تحقيق انتصار كبير بإسطنبول وبعض المدن التركية المهمة.
وأقر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في وقت سابق وبعد اعلان النتائج، بأن حزبه لم يحقق النتائج المرجوة في الانتخابات المحلية التي جرت بتركيا.
وقال أردوغان في كلمة أمام حشد من أنصاره في مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم: إن “الانتخابات المحلية ليست النهاية بالنسبة لنا لكنها نقطة تحول”.
وأضاف: “الانتخابات أظهرت أننا نفقد جزءا من شعبيتنا في عموم البلاد، وسنحلل النتائج ونراجع وسنحاسب أنفسنا وسندرس الرسائل الصادرة عن الشعب”.
وتابع أردوغان: “سنحترم بالطبع قرار الأمة، وسنتجنب العناد والتصرف ضد الإرادة الوطنية والتشكيك في قوة الأمة“، لافتا الى أن دورة الانتخابات التي ترجع إلى ايار الماضي والتي أنهكت الاقتصاد التركي انتهت الآن.
هذا وتسير المعارضة التركية على طريق تحقيق انتصار كبير في الانتخابات البلدية في أنحاء البلاد، وصولاً إلى الأناضول، والحفاظ على إسطنبول وأنقرة، على حساب حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأعلن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، احتفاظه بمنصبه الذي يشغله منذ عام 2019، وفي أنقرة، أعلن رئيس البلدية المنتمي أيضاً إلى حزب الشعب الجمهوري منصور يافاش، احتفاظه بمنصبه بينما كان فرز الأصوات لا يزال جاريا.
بدوره، اعتبر رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر تشكيل معارض في تركيا، أوزغور أوزيل، أن “الناخبين اختاروا تغيير وجه تركيا” بعد 22 عاماً من هيمنة حزب العدالة والتنمية المحافظ.
إلى جانب ازمير (غرباً)، ثالث مدينة في البلاد ومعقل حزب الشعب الجمهوري، وأنطاليا (جنوبا) حيث بدأ أنصار المعارضة يحتفلون بالنصر في الشوارع، فإن حزب الشعب الجمهوري في طريقه لتحقيق فوز كبير في الأناضول.
ويتصدر الحزب نتائج الفرز الجزئية في عواصم إقليمية يحتفظ بها حزب العدالة والتنمية منذ فترة طويلة.
وقد أدى انتصار حزب الشعب الجمهوري في أنقرة وإسطنبول في عام 2019 إلى تحطيم هالة أردوغان التي لا تقهر، بحسب مراقبين.
وكانت ساحة المعركة الرئيسة للرئيس التركي البالغ من العمر 70 عاما هي إسطنبول، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة، حيث ولد ونشأ وبدأ حياته السياسية كرئيس للبلدية في عام 1994.
وجاءت النتيجة بمثابة دفعة للمعارضة، التي تلقت ضربة موجعة بعد الهزيمة أمام أردوغان وحزب “العدالة والتنمية” الحاكم ذي التوجه الإسلامي في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية العام الماضي.
نحو 61 مليون شخص، بما في ذلك أكثر من مليون ناخب جديد، كانوا مؤهلين للمشاركة في انتخابات جميع بلديات المدن الكبرى ورؤساء البلديات والمناطق وإدارات الأحياء، وبلغت نسبة المشاركة نحو 76%، وفقًا لوكالة الأناضول، مقارنة بنسبة 87% العام الماضي.
وانتشر نحو 594 ألف عنصر من جهاز الأمن في جميع أنحاء البلاد لضمان سير التصويت بسلاسة، ومع ذلك، قُتل شخص وأصيب 11 آخرون في مدينة ديار بكر، حيث تحول الخلاف حول انتخاب مدير أحد الأحياء إلى أعمال عنف، حسبما ذكرت وكالة الأناضول، كما أصيب ستة أشخاص على الأقل في قتال اندلع في إقليم شانلي أورفا المجاور.