موقع isci //
الحرب العدوانية الصهيونية الوحشية على قطاع غزة المستمرة منذ اكثر من خمسة اشهر وتطوراتها الميدانية والسياسية تفرض نفسها على وسائل الاعلام العالمية التي تتابعها عن كثب وتنشر عنها تقارير ومقالات تحليلية كونها الحدث الاول والاكبر الذي يشغل بال المجتمع الدولي .
ميدانيا ، تواصل قوات الاحتلال ارتكاب المجازر في غزة حيث استشهد العشرات من المدنيين جراء القصف الوحشي لمخيمي النصيرات وجباليا ، تزامنا مع مواصلة جيش الاحتلال اقتحامه وحصاره لمجمع الشفاء الطبي لليوم الثالث على التوالي . صحيفة الغارديان قالت ان الهجوم الاسرائيلي على مجمع الشفاء للمرة الثانية منذ انطلاق الصراع في السابع من اكتوبر الماضي يظهر تراجع سيطرة إسرائيل على القطاع ، وان عودة الجيش الاسرائيلي الى المجمع مجددا يعني ان مقاتلي حماس لا يزالون ينشطون في مناطق يفترض انه تم تطهيرها ورغم ما تكبدوه من خسائر فادحة .
واعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ان قوات الاحتلال ارتكبت ١٠ مجازر خلال الساعات ال ٢٤ الماضية راح ضحيتها ١٠٤ مدني و ١٦٢ مصابا . وقد ارتفعت حصيلة العدوان الصهيوني منذ بدء الحرب في السابع من اكتوبر الماضي الى ٣٢ الف شهيد واكثر من ٧٤ الف جريح .
سياسيا ، طالب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش ببذل كل الجهود الممكنة لوقف القتل والتدمير في غزة مؤكدا ” ان لاشيء يبرر العقاب الجماعي الذي تمارسه إسرائيل في القطاع ، مشيرا الى ان اكثر من مليون شخص مهددون بالمجاعة هناك .
مطالبة الامين العام للامم المتحدة جاءت في الوقت الذي بدأ فيه وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن جولته السادسة في الشرق الاوسط منذ بدء الحرب على غزة ، حيث وصل اليوم الاربعاء الى مدينة جدة لاجراء محادثات مع كبار المسؤولين السعوديين.
واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان بلينكن سيزور إسرائيل يوم الجمعة ، بعد زيارة قصيرة الى مصر وذلك في محاولة جديدة للتوصل الى اتفاق بين حركة حماس وحكومة الكيان المحتل حول وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى.
حركة حماس اعلنت انها قد تلقت ردا سلبيا من جانب حكومة الاحتلال وان المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها قطر قد وصلت الى طريق مسدود .
وفي سياق المواقف الدولية ، دعا رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك الى ” وقف انساني ” فوري للقتال يسمح باطلاق سراح الرهائن وايصال المزيد من المساعدات لغزة .
من ناحيته قال المستشار الالماني اولاف شولتز ان وقف اطلاق النار في غزة للسماح بوصول مزيد من المساعدات الانسانية للفلسطينيين يبدو اكثر واقعية الآن . بدوره وصف وزير الخارجية النرويجي اسبن بارث الوضع في قطاع غزة بأنه ” كارثة من صنع الانسان ” داعيا الى وقف عاجل لاطلاق النار .
وفي تطور لافت ، اظهرت تقديرات امنية بأن تحقيقات جيش الاحتلال في الفشل الامني في السابع من اكتوبر الماضي ستؤدي الى استقالات جماعية للمسؤولين عنه . وقالت صحيفة معاريف الاسرائيلية ان التقديرات تشير الى ان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي سيقدم بعد التحقيقات- للقيادة السياسية توصيات لاعادة بناء الجيش ، كما اشارت الى ان هاليفي سيعلن تخليه عن منصبه في الاشهر المقبلة.
من جانب اخر ، قالت صحيفة يديعوت احرونوت الاربعاء ان الجيش الاسرائيلي يتأهب ” لتسونامي ملاحقات قانونية دولية لضباط وجنود بعد الحرب ” ، مضيفة ان الجيش يستعد لحرب قانونية دولية غير مسبوقة ، اذ سيشاهد الصحفيون الاجانب ومنظمات حقوق الانسان حجم الدمار والاضرار التي لحقت بالسكان المدنيين الفلسطينيين .
ونقلت الصحيفة عن مصدر في الجيش لم تسمه قوله ” الآن يتوسع الضغط من دول عديدة لاعطاء الاولوية للاجراءات القانونية ضد الجيش الاسرائيلي والدولة ، وليس من جانب جنوب افريقيا فحسب ، في اشارة الى الدعوى التي اقامتها امام محكمة العدل الدولية.”