تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » posts » المجلس الاسلامي الاعلى أصالة الماضي وبريق الحاضر

المجلس الاسلامي الاعلى أصالة الماضي وبريق الحاضر

كتبه// عبد الكاظم حسن الجابري
شكل المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق نقلة نوعية في العمل السياسي والعسكري, من خلال المواجهة المباشرة –السياسية والعسكرية- للحكم الظالم الذي جثى على صدر العراق.
لم يك المجلس الأعلى حالة طارئة او مؤسسة عبارة وقتية, بل كان كيانا صميميا, تمثل في قيادته التي عاشت السياسية والجهاد منذ النشأة في بيئة النجف العلمية, حيث كان السيد محمد باقر الحكيم قدس سره واخيه السيد عبد العزيز الحكيم طاب ثراه يمثلان اعمدة اساسية في هذا التشكيل السياسي الكبير, اضافة إلى الصفوة المختارة من قيادات المجلس الاعلى وقتها, كسماحة الشيخ همام حمودي, والشيخ جلال الدين الصغير, والشيخ المولى, والسيد القبانجي, والسيد عادل عبد المهدي وغيرهم, من الخط الاول من القيادات.
ايضا كان العمود الفقري لكيان المجلس الاعلى -المتمثل بالأعضاء في كافة المستويات من الهرم الى القاعدة- يضم ثلة من الخيرين الباذلين انفسهم في مرضاة الله, وتحرير الوطن من براثن الطغيان, المتمثل بجرذ الحفرة وحزبه الدموي.
بعد سقوط الطاغية, ومباشرة المجلس الاعلى دوره في قيادة العراق, دب الحسد عند الاخوة, والخوف عند الاعداء, من هذا الدور المتميز والذي مثله السيد محمد باقر الحكيم قدس سره, بثقله الديني والاجتماعي وارثه المرجعي, مما جعل اسهم التسقيط والتخوين والتوهين تتجه صوب هذا الكيان, حتى وصل الامر الى أن احد قادة البلد من غير حزب من الصف الاول –حسب ما نُقِلَ لي- انه قال سأجعل من المجلس الأعلى موكبا خدميا_ فبدأت القنوات والصفحات والمؤسسات تضخ الاموال لتسقيط المجلس.
تعرض المجلس الاعلى لأربع هزات كبيرة خلال مسيرته بعد 2003, تمثلت الاولى باستشهاد السيد محمد باقر الحكيم, والثانية بوفاة السيد عبد العزيز الحكيم, والثالثة بانشقاق مؤسسة بدر عنه, والرابعة بانشقاق السيد عمار الحكيم ومغادرته رئاسة المجلس.
ظن كثير من السياسيين والمحللين والكتاب والاعلاميين ان المجلس الاعلى سائر نحو الافول, خصوصا بعد خروج السيد عمار الحكيم وانتهاء رمزية ال الحكيم –حسب اعتقادهم- من المجلس الاعلى وتوقعوا أن لا مستقبل للمجلس الاعلى في خارطة العراق السياسية القادمة.
في خضم هذه الاحداث والتوقعات, لملم المجلس الاعلى شتاته, وجمع امره, وانطلق بهدوء وصمت بإعادة هيكلية المجلس, برؤية متزنة وواضحة, لا تشوبها العتمة, بقيادة سماحة الشيخ همام حمودي ليعيد المجلس الاعلى بريقه, وليكون عضوا فعالا في الاطار التنسيقي, ورقما مهما في العملية السياسية, وليثبت ان المجلس الاعلى بأصالته لن يموت, وما افرزته نتائج الانتخابات المحلية الاخيرة لمجالس المحافظات من ارقام جماهيرية, وفوز عدد من مرشحيه بعضوية المجالس المحلية فاق عدد المرشحين الفائزين لبعض الاحزاب التي تمسك بزمام السلطة او المناصب, لهو خير دليل على حيوية المجلس وبريقه اللامع, الذي لا يمكن ان يخبو مهما فعلت عاتيات الزمن.