موقع isci / متابعات –
شنت فصائل المقاومة الفلسطينية، هجوما استراتيجيا كبيرا بالضد من وجود العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة، حيث أذاقت الاحتلال مرارة الهزيمة وكشفت حقيقة الوهن الذي كانت تصوره “اسرائيل” والولايات المتحدة الامريكية سواء فيما يتعلق بالقبة الحديدية او القوة العسكرية المتقدمة، بعد ان دكت صواريخ المقاومة اوكار الاحتلال من كل حدب وصوب.
وجاءت العملية العسكرية التي سميت بـ”طوفان الاقصى” بعد الاستفزازات غير الاخلاقية التي مورست من قبل المستوطنين الاسرائيليين بحق الاهالي من الفلسطينيين والاعتقالات والتعذيب المستمر بالاضافة الى الاقتحامات للاماكن المقدسة في البلاد، بالتالي اتخذت المقاومة هناك قرارا بالرد العسكري من اجل طرد المحتل بشكل تام من الاراضي الفلسطينية ووضع حد لهذا الاستهتار الصهيوني الحاصل وشرعت بإطلاق آلاف الصواريخ من قطاع غزة باتجاه الأراضي المحتلة وسط عمليات تسلل برية وبحرية وانزال جوي للمقاومين واشتباكات مع قوات الاحتلال، وأسر العشرات منهم اضافة الى قتل آخرين.
واظهرت هذه العملية حجم الفشل الاستخباري والامني للعدو الصهيوني، حيث تمكن المقاومون من دخول المستوطنات وتحريرها من الاحتلال الاسرائيلي، وافقدت هذه العملية العدو الاسرائيلي توازنه، وبات يتحدث وبشكل علني، عن عدم امتلاكه معلومات دقيقة، عن عدد قتلاه واسراه وجرحاه ودباباته وعجلاته التي احترقت بمن فيها.
وكان لا بد من أن يوضع حد لجرائم الصهاينة المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وتنكرهم للقوانين الدولية وفي ظل الدعم الأمريكي والغربي والصمت الدولي، فالملحمة الكبرى التي يشهدها العالم في فلسطين المحتلة، رغم انها جاءت دفاعا عن مسرى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، والاقصى، الا انها جاءت ايضا لتقول للعالم اجمع، ان في فلسطين شعبا يرفض ان يتحول الى لاجىء ومشرد، كما يهدد بن غفير وسيموتريش ونتنياهو.
لقد بلغ السيل الزبى، وكان لا بد ان يرد الشعب الفلسطيني على عربدة عصابات بن غفير الارهابي، وتدنيسها المتكرر للمسجد الاقصى، تمهيدا لفرض السيادة الصهيونية عليه، لذلك فاجأت المقاومة الاسلامية الكيان الصهيوني، بـ”طوفان الاقصى”، وهو طوفان استعدت من اجله المقاومة مسبقا لكل ردود فعل الكيان، حتى لو كان ردة الفعل حربا شاملة، فغزة ليست وحدها، فهناك محور المقاومة، وجميع الشعوب العربية والاسلامية، سيقفون معها في معركة المصير والدفاع عن الاقصى وفلسطين.
“طوفان الاقصى”، اثبت ان الكيان الصهيوني اوهن من بيت العنكبوت، وان بامكان الشعب الفلسطيني، هزيمته وتحرير مقدساته وارضه وأسراه، “طوفان الاقصى”، ليس رسالة، بل معركة بكل ما للكلمة من معنى، فلم تعد هناك خطوط حمراء امام غزة، مادام المسجد الاقصى يدنسه الارهابي بن غفير وعصابات المستوطنين.
“طوفان الاقصى”، معركة رفض الواقع الذي تريد امريكا فرضه على الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة عبر الاحتلال والتطبيع، والترويج للانبطاح امام عدو اثبت “طوفان الاقصى” انه اجبن بكثير مما كنا نتصور.
لا يمكن وصف ما حصل من إطلاق آلاف الصواريخ من غزة استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات الكيان الاسرائيلي، واقتحام ابطال المقاومة لمستوطنات غلاف غزة، ولمواقع عسكرية محصنة، وقتلهم وجرحهم واسرهم المئات من قوات الاحتلال والمستوطنين، إلا بيوم من ايام الله، سيكتبه التاريخ بمداد من ذهب، لشعب تكالبت عليه كل قوى الشر في العالم، لاجتثاثه من جذوره، إلا انه كان عصيا على الاجتثاث.